بقلم أحمد زيدان
يحيى السنوار، القيادي في حركة حماس وأحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في الوقت الحاضر، يثير حوله الكثير من الجدل. بالنسبة لبعض الفلسطينيين وأنصاره، يعتبر السنوار بطلًا وقائدًا وطنيًا يحمل قضية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما يرى آخرون، سواء من داخل فلسطين أو خارجها، أن دوره مثير للجدل ويثير العديد من التساؤلات حول استراتيجيته وأسلوبه في القيادة.
بين الحقيقة:
الحقيقة هي أن يحيى السنوار يُعد شخصية مركزية في قيادة حماس منذ إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011. دوره القيادي تطور ليصبح واحدًا من صانعي القرار الرئيسيين في الحركة، خاصة بعد انتخابه قائدًا لحماس في غزة عام 2017.
يتسم السنوار بشخصية حازمة، وقد تمحور حوله دعم كبير بسبب مواقفه المقاومة لإسرائيل. يتبنى السنوار رؤية استراتيجية ترتكز على الكفاح المسلح والتمسك بالمقاومة كخيار رئيسي لتحرير فلسطين. هذه الرؤية جعلت منه بطلاً في نظر العديد من الفلسطينيين الذين يرون فيه رمزًا للصمود والقدرة على التحدي ضد الهيمنة الإسرائيلية.
بين الخيال:
لكن هناك من يذهب إلى القول إن السنوار ليس بطلًا في المطلق. المعارضون يرون أن قيادة حماس تحت السنوار لم تنجح في تحسين حياة الفلسطينيين، بل تسببت في تعميق معاناتهم، خاصة في غزة، التي تعاني من حصار مستمر وسوء أوضاع معيشية واقتصادية. البعض يجادل بأن تمسك حماس والسنوار بخيار العنف أدى إلى المزيد من الدمار ولم يحقق نتائج ملموسة على صعيد تحسين شروط الحياة أو تحقيق تقدم في القضية الفلسطينية.
كما يتهمه البعض بإدارة غزة بطريقة استبدادية، حيث يتم قمع المعارضين وتضييق الحريات العامة، مما يعزز الانقسام الفلسطيني الداخلي.
هل هو بطل؟
الإجابة على هذا السؤال تتوقف على منظور الشخص الذي يطرحه. من يرى في السنوار بطلًا، ينظر إلى نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي واستمراره في الكفاح كدليل على شجاعته وإخلاصه لقضيته. بينما من يعارضه، يعتبر أن قيادته قد فشلت في تحقيق الأهداف الكبرى للشعب الفلسطيني، وأن المقاومة المسلحة وحدها لم تعد خيارًا فعالًا لتحقيق التغيير.في النهاية، يحيى السنوار هو شخصية معقدة تتداخل فيها الحقيقة مع الخيال. هو قائد مقاومة بالنسبة للبعض، وقائد مثير للجدل بالنسبة لآخرين.