مصر تتصدر مستقبل الطاقة النظيفة عبر الهيدروجين الأخضر بدعم من الرئيس السيسي

شهد الصيفي

تُهدِّد التغيرات المناخية استدامة الاقتصاد العالمي وتضع ضغوطًا على اقتصادات الدول الكبرى وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي لا سيما في قطاع الطاقة.

وفي الوقت ذاته تسعى الدول الأوروبية لمواجهة هذه التحديات مع الحفاظ على التزاماتها تجاه التغير المناخي.

الهيدروجين الأخضر… الحل الأمثل لمواجهة التغيرات المناخية

يُعد الهيدروجين الأخضر أحد أهم الحلول للحد من الانبعاثات الكربونية حيث يُنتج عبر التحلل الكهربائي للماء وهي عملية تُفكك جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين.

يمكن نقل الهيدروجين إما في صورته الغازية عبر الأنابيب أو في صورته السائلة.

وتكمن أهمية الهيدروجين الأخضر في استخدامه كوقود في محركات الاحتراق الداخلي أو خلايا الوقود مما يساهم في تقليل الانبعاثات الملوثة ويعد خيارًا مثاليًا للصناعات ذات الاستهلاك العالي للطاقة مثل صناعة الصلب.

مصر… بوابة الطاقة النظيفة

تولي القيادة السياسية في مصر اهتمامًا كبيرًا بالتوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة في إطار جهودها لمكافحة التغيرات المناخية.

الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد خلال زيارته الرسمية إلى الدنمارك على ضرورة التعاون مع الشركات العالمية لتوسيع الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة مشيرًا إلى أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر من ضمنها مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء.

مصر في طليعة الدول المنتجة للهيدروجين الأخضرتعتبر مصر واحدة من الدول الرائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر وذلك لعدة أسباب استراتيجية:

تكلفة إنتاج منخفضة:

يمكن لمصر إنتاج الهيدروجين بسعر يصل إلى 2.7 دولار/كجم مع خطط لخفض السعر إلى 1.7 دولار/كجم بحلول عام 2050.

الموقع الجغرافي:

تتمتع مصر بموقع متميز قرب أسواق الطاقة الأوروبية مما يسهل تصدير الهيدروجين عبر الأنابيب.

الطاقة المتجددة:

تملك مصر مصادر غنية للطاقة المتجددة من الشمس والرياح ما يعزز قدرتها على استمرارية إنتاج الطاقة.

الاستقرار السياسي:

يُعد الاستقرار السياسي والأمني في مصر عاملًا مهمًا في جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة.تخطط مصر لإنتاج 6 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2040 بقيمة تُقدر بحوالي 90 مليار دولار.

وقد نجحت الحكومة المصرية في جذب العديد من الشركات المتخصصة في هذا المجال من خلال الحوافز الاستثمارية التي توفرها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

الهيدروجين الأخضر… البديل الأمثل للوقود الأحفور

يأكد الدكتور سامح نعمان أستاذ هندسة الطاقة أن التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر أصبح أمرًا حتميًا لمواجهة أزمة التغير المناخي.

وأوضح أن الهيدروجين الأخضر يُعد وقودًا خاليًا من الكربون ويستخدم في العديد من التطبيقات مثل المركبات والصناعات الثقيلة مما يساعد في تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة.

وفي السياق ذاته أشار الدكتور رمضان أبو العلا أستاذ هندسة الطاقة إلى أن الهيدروجين الأخضر يُنتج باستخدام طاقة متجددة ويُعد بديلاً مثاليًا للوقود الأحفوري الذي يُسبب انبعاثات ملوثة.

كما أكّد على أهمية استخدام الهيدروجين في الصناعات الكبرى مثل الحديد والصلب والأسمدة.

مصر مركزًا إقليميًا للطاقة الخضراء

عززت مصر مكانتها كمركز إقليمي للطاقة الخضراء بعد استضافتها لمؤتمر المناخ COP27 حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات مع شركات عالمية متخصصة في الطاقة النظيفة.

وتُقدَّر الاستثمارات في هذا المجال بنحو 33 مليار دولار ما يعزز من قدرة مصر على لعب دور محوري في سوق الطاقة المتجددة على مستوى العالم.

يمثل الهيدروجين الأخضر فرصة تاريخية لمصر لتصبح من أكبر مصادر إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة عالميًا مما يساهم في تحقيق الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

ومع التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة يمكن لمصر أن تلعب دورًا محوريًا في تلبية احتياجات الطاقة المستقبلية خاصة في السوق الأوروبي.