تطبيق «ديبسيك» الصيني يقود ثورة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي
تصدر تطبيق الدردشة بالذكاء الاصطناعي ديبسيك DeepSeek الذي تطوره شركة ناشئة مقرها في مدينة هانغتشو الصينية قوائم التنزيلات على متجر آب ستور ما أثار قلقاً واسعاً بين شركات التكنولوجيا العالمية. التطبيق الذي يُعد مفتوح المصدر أظهر كفاءة مدهشة في أداء مهام معقدة مثل كتابة الشيفرات وحل المسائل الرياضية ما دفع بعض المحللين لوصفه بنقطة تحول في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد أدى التطبيق الصيني إلى تراجع العقود الآجلة لمؤشر ناسداك الأمريكي بنسبة 5% كما هبط سهم شركة إنفيديا الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 13% خلال تداولات ما قبل افتتاح وول ستريت لتفقد الشركة نحو 200 مليار دولار من قيمتها السوقية. كما تأثرت شركات أخرى مثل سوفت بنك اليابانية التي خسرت أكثر من 8% في أسواق الأسهم.
رغم التشابه مع منافسيه مثل «تشات جي بي تي» «ولاما» يتميز «ديبسيك» بتقديمه شيفرة مفتوحة المصدر مما يتيح للمطورين الوصول إلى بنيته التحتية وتطويرها. التطبيق قادر على التواصل بلغات متعددة مع تفوق ملحوظ في اللغتين الإنجليزية والصينية. ومع ذلك يواجه تحديات تتعلق بالقيود المفروضة على المحتوى الحساس إذ يتجنب الخوض في مواضيع سياسية حساسة داخل الصينتكلفة تطوير زهيدة وأداء مدهش.
طورت الشركة الصينية التطبيق بتكلفة بلغت «5.6 ملايين دولار» فقط مقارنة بالمليارات التي استثمرتها الشركات الأمريكية في نماذجها. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سكيل إيه آي ألكسندر وانغ أن أداء ديبسيك يتفوق أو يضاهي أفضل النماذج الأمريكية ما يُعتبر جرس إنذار لشركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة.
وصف المستثمر الأمريكي مارك أندريسن المشروع بأنه يشبه سبوتنيك في إشعاله سباقاً جديداً بين القوى الكبرى فيما أشار رئيس الأبحاث في إنفيديا جيم فان إلى أن ديبسيك يعيد إحياء مهمة البحث المفتوح في الذكاء الاصطناعي.
يأتي نجاح ديبسيك في سياق مساعي الصين لتحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 مع خطط لاستثمارات ضخمة في هذا القطاع. وحضر مؤسس التطبيق ليانغ وينفينغ اجتماعاً مع رئيس الوزراء الصيني «لي تشيانغ» مما يعكس الدعم الحكومي الكبير للصناعات التكنولوجية في البلاد.
يمثل ديبسيك نموذجاً جديداً في تطوير الذكاء الاصطناعي بموارد محدودة لكنه استطاع تحدي كبرى الشركات العالمية مما يعيد تشكيل خريطة المنافسة في هذا القطاع الحيوي.