في تقرير نشرته CNN تناولت التطورات الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة وأقاويل عن سكان من الضفة الغربية و أبرز الأحداث الجارية و العمليات العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الغربية .
وفي هذا التقرير نبرز تأثير العملية العسكرية الإسرائيلية «السور الحديدي» على حياة المدنيين في الضفة الغربية مع تسليط الضوء على تدمير المخيمات وعمليات النزوح القسري والتهديدات التي تواجه السكان.تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا غير مسبوق تحت اسم «عملية السور الحديدي» والتي تركزت بشكل أساسي على مخيم جنين ومخيم طولكرم وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتهجير مئات العائلات وتدمير واسع للبنية التحتية وسط حصار خانق وإجراءات عسكرية مشددة.وفي ظل استمرار العملية العسكرية يعيش الفلسطينيون أوضاعًا إنسانية صعبة بسبب انقطاع المياه والكهرباء وهدم المنازل وتزايد عمليات الاعتقال مما يجعل الضفة الغربية على صفيح ساخن ويطرح تساؤلات حول مستقبل الأوضاع هناك.
«جنين تحت الحصار»يدخل الجيش الإسرائيلي يومه التاسع في عملية عسكرية واسعة داخل مخيم جنين حيث فرض طوقًا أمنيًا محكمًا ومنع الدخول والخروج من المخيم. وشهدت المدينة تدمير أكثر من 100 منزل، إضافة إلى هدم البنية التحتية من شوارع وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.وفقًا لرئيس بلدية جنين محمد جرار فقد أجبر 15 ألف شخص على النزوح خارج المخيم وسط استمرار القصف والغارات الجوية حيث استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية محيط دوار السينما ما أدى إلى إصابة شاب، في حين منعت القوات الإسرائيلية وصول سيارات الإسعاف لنقله إلى المستشفى.
كما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعرضت لاعتداءات متكررة من قبل الجيش الإسرائيلي مما زاد من صعوبة تقديم الإسعافات للمصابين.
«طولكرم تحت النيران»لم تكن مدينة طولكرم بمنأى عن التصعيد فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية المخيمات الفلسطينية هناك، خاصة مخيم نور شمس ومخيم طولكرم. وأكد شهود عيان أن الجيش استخدم الجرافات العسكرية في عمليات تجريف الشوارع وتدمير المنازل.
وقال محمد رجب أحد سكان مخيم طولكرم إن الجيش الإسرائيلي حول منزله إلى ثكنة عسكرية وأجبره هو وعائلته على البقاء في غرفة واحدة دون السماح لهم بالحركة، وسط نقص شديد في الغذاء والماء والكهرباء.
أما رؤى الدريدي فقد روت كيف بدأ القصف على المدينة بالكامل بعد استهداف سيارة في مخيم نور شمس مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى بين السكان. وأضافت:«دمّروا كل شيء.. لا كهرباء، لا ماء، لا خدمات. طولكرم أصبحت مدينة أشباح.»
«الاعتقالات والهدم في الضفة الغربية» استمرار الاعتقالات في رام الله والبيرة
واصل الجيش الإسرائيلي حملات الاعتقال في الضفة الغربية، حيث اقتحمت قواته عددًا من القرى في محافظة رام الله والبيرة، منها:
المزرعة الغربية
برقا
أبو شيخدم
كفر مالك
بيتونيا
وقد أسفرت هذه المداهمات عن اعتقال خمسة فلسطينيين بعد تفتيش منازلهم وتحطيم محتوياتها.
«هدم المنازل كعقاب جماعي» في إطار العقوبات الجماعية هدمت القوات الإسرائيلية منزل عائلة القتيل تامر فقها أحد عناصر كتائب القسام، في ضاحية الشويكة وذلك بعد إخطار عائلته بقرار الهدم قبل شهرين.
كما فجّرت القوات الإسرائيلية منزل شاب مطلوب من عائلة بلاونة في مخيم طولكرم في خطوة تزيد من تفاقم معاناة السكان الذين يواجهون التشريد والنزوح القسري.
التداعيات الإنسانية للعملية العسكريةتسببت العملية العسكرية في كارثة إنسانية داخل المخيمات الفلسطينية حيث تشير التقارير إلى:نزوح أكثر من 1000 شخص في طولكرم، وفقًا للجنة الشعبية لخدمات المخيم.و تدمير البنية التحتية بالكامل في عدة مناطق، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات.إغلاق الطرق الرئيسية ومنع المواطنين من التنقل بحرية.ارتفاع عدد القتلى والمصابين حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الضحايا إلى 16 قتيلًا وأكثر من 90 إصابة منذ بدء العملية.
نازحون بلا مأوى:قالت نهاية سالم وهي نازحة من مخيم طولكرم إنها أُجبرت على مغادرة منزلها مع أسرتها، لكنها ترفض الرحيل بعيدًا عن المخيم. وأضافت:«لا نشعر بالأمان.. الجيش الإسرائيلي لم يترك لنا شيئًا. حتى الأطفال لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس خوفًا من الدبابات والقناصة».التصعيد العسكري ومستقبل الأوضاع في الضفة.
يؤكد مراقبون أن «عملية السور الحديدي» تمثل تحولًا خطيرًا في استراتيجية الجيش الإسرائيلي داخل الضفة الغربية حيث تهدف إلى إضعاف الفصائل الفلسطينية المسلحة عبر عمليات عسكرية واسعة النطاق تشمل القصف الجوي والهدم والاعتقالات.وفي تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال:«عملية السور الحديدي ستُحدث تغييرًا جذريًا في مفهوم الأمن بالضفة الغربية.»
لكن على الجانب الآخر يرى الفلسطينيون أن هذه العملية تزيد من التوتر والعنف وتؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية خاصة مع استمرار الحصار والتضييق الاقتصادي.
تستمر العملية العسكرية في الضفة الغربية وسط موجة من الغضب والاستنكار الدولي في حين يواجه الفلسطينيون تحديات يومية من نزوح قسري وتدمير للبنية التحتية وانتهاكات إنسانية متزايدة.
ومع استمرار الغارات والاجتياحات تبقى الضفة الغربية ساحة مشتعلة للصراع في وقت تزداد فيه المخاوف من تصعيد أكبر قد يمتد ليشمل مناطق أخرى ما يجعل الوضع مفتوحًا على احتمالات خطيرة في الفترة المقبلة.