انفجار مركبة «ستارشيب» خلال اختبار الإطلاق وإدارة الطيران تحقق في الحادث

تعرضت أحدث مركبة فضائية من إنتاج شركة “سبيس إكس” لانفجار بعد تسع دقائق من إطلاقها خلال محاولة للوصول إلى الفضاء هذا الأسبوع، ما أدى إلى تناثر الحطام وتأثير ذلك على حركة الطيران في فلوريدا، حيث تم تعليق بعض الرحلات الجوية تحسبًا لانتشار الحطام إلى مناطق تمتد حتى جزر الباهاما وجزر توركس وكايكوس.
وبحسب موقع “Space”، طلبت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) من سبيس إكس إجراء تحقيق شامل في الحادث، الذي أسفر عن فقدان المركبة وإنهاء رحلة الاختبار الثامنة لستارشيب.
انطلقت المركبة يوم الخميس الماضي من منشأة “ستاربيس” التابعة لسبيس إكس، الواقعة بالقرب من شاطئ بوكا تشيكا في جنوب تكساس، لكن هذه التجربة كانت الثانية على التوالي التي تنتهي بانفجار، بعد حادث مشابه خلال رحلة الاختبار السابعة في يناير، بينما لم يكن التحقيق في الحادث السابق قد اكتمل بعد.
وأكدت إدارة الطيران الفيدرالية أن التحقيق يهدف إلى تعزيز السلامة العامة، وتحديد الأسباب الجذرية للحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره، مشيرة إلى أنها ستتابع جميع مراحل التحقيق وستوافق على التقرير النهائي والإجراءات التصحيحية التي ستتخذها سبيس إكس.
وأوضحت الشركة في تقرير ما بعد الرحلة، المنشور على موقعها الإلكتروني، أن المركبة كانت تتبع المسار المخطط له قبل أن يؤدي “حدث نشط” في الجزء السفلي منها إلى تعطل عدد من محركاتها، مما تسبب لاحقًا في فقدان الاتصال بالمركبة الفولاذية، حيث تم تسجيل آخر اتصال بها بعد 9 دقائق و30 ثانية من الإطلاق.
وأضافت سبيس إكس أن المركبة ظلت داخل ممر الإطلاق المحدد لضمان سلامة الأفراد والممتلكات على الأرض والبحر والجو، ومع اكتشاف الخلل، بدأت فرق الطوارئ بالتنسيق مع إدارة الطيران الفيدرالية والجهات المختصة لتنفيذ إجراءات الاستجابة السريعة.
وفي أعقاب الحادث، أوقفت المطارات في ميامي وفورت لودرديل وبالم بيتش وأورلاندو مؤقتًا بعض الرحلات الجوية استجابةً لتحذير من إدارة الطيران الفيدرالية، قبل استئناف العمليات بشكل طبيعي بعد زوال خطر الحطام.
وأكدت سبيس إكس أن أي حطام قد يكون وصل إلى الأرض سقط ضمن المنطقة المخططة، وأنه لا يحتوي على مواد سامة، مما يجعله غير مضر للحياة البحرية أو جودة المياه.
من جانب آخر، نجح معزز إطلاق ستارشيب، المعروف باسم “سوبر هيفي”، في الانفصال عن المركبة وعاد إلى موقع الإطلاق، حيث تم التقاطه بواسطة أذرع ميكانيكية متخصصة على برج الإطلاق.
وأوضحت سبيس إكس أن مثل هذه الاختبارات تُعد فرصًا مهمة للتعلم والتطوير، مؤكدة أنها ستجري تحقيقًا شاملاً بالتنسيق مع إدارة الطيران الفيدرالية، وستنفذ تحسينات على الاختبارات المستقبلية لستارشيب.
من جهتها، أشارت إدارة الطيران الفيدرالية إلى أن عودة سبيس إكس لتشغيل ستارشيب ستعتمد على ضمان أن جميع الأنظمة والإجراءات المتعلقة بالحادث قد تمت مراجعتها ولا تشكل أي مخاطر على السلامة العامة.