الجيش السوداني يواصل تقدمه في معاركه ضد قوات الدعم السريع وسط تفاقم أزمة الكوليرا

يخوض الجيش السوداني معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع في عدة جبهات حيث يسعى إلى فرض سيطرته على مركز العاصمة الخرطوم بينما يكثف هجماته الجوية على معاقل الدعم السريع في الفاشر كما يسعى للسيطرة على طرق رئيسية بولاية شمال كردفان وذلك بعد تحقيقه تقدمًا في ولاية النيل الأبيض التي شهدت وفاة 100 شخص بسبب تفشي وباء الكوليرا.
وتستمر المواجهات بوتيرة متصاعدة إذ يسعى الجيش عبر محور وسط الخرطوم إلى السيطرة على مركز العاصمة بما في ذلك القصر الرئاسي والمرافق الحكومية السيادية وفي ولاية شمال كردفان تدور معارك بين الجانبين حيث يحاول الجيش فرض سيطرته على الطرق الرئيسية بينما تتواصل الاشتباكات في ولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق حيث أعلن الجيش سيطرته على مدن وبلدات تقع على الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان.
وفي ولاية شمال دارفور استهدفت قوات الدعم السريع بالطائرات المسيّرة مواقع بمدينة المالحة شمالي الولاية فيما أعلن الإعلام العسكري أن الطيران الحربي نفذ غارات جوية دقيقة استهدفت تجمعات الدعم السريع في المحور الشمالي الغربي من مدينة الفاشر مما كبّدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح وأكد البيان أن مدينة الفاشر تشهد استقرارًا أمنيًا مع استمرار تقدم القوات المسلحة في جميع المحاور وسط انهيار واضح في صفوف قوات الدعم السريع.
وفي سياق متصل أفادت وكالة الأنباء السودانية «سونا» بأن مدرعات الفرقة السادسة مشاة في الفاشر نفذت عملية عسكرية محكمة في المحور الشمالي الشرقي للمدينة أسفرت عن تدمير مركبات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع إضافة إلى استمرار الضربات المدفعية بمعدل أربع حصص يوميًا مما أجبر عناصر الدعم السريع على الانسحاب الواسع من المدينة.
وفي ظل تصاعد حدة المعارك أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» وفاة نحو 100 شخص بسبب تفشي وباء الكوليرا في ولاية النيل الأبيض خلال أسبوعين مشيرةً إلى إصابة 2700 شخص بالمرض منذ 20 فبراير الماضي بينما اضطر الأهالي إلى الاعتماد على المياه المنقولة عبر عربات تجرها الحمير بعد تعطل المضخات بسبب الهجمات على البنية التحتية الحيوية.
وأوضحت وزارة الصحة السودانية أن تفشي الكوليرا بلغ ذروته بين 20 و24 فبراير مما أدى إلى إرهاق المنشآت الصحية في الولاية حيث تجاوز عدد المرضى قدرة المستشفيات على الاستيعاب وأضافت أن إجمالي عدد الإصابات بالكوليرا في البلاد بلغ 57 ألفًا و135 حالة بينها 1506 وفيات موزعة على 12 ولاية من أصل 18.
يذكر أن السودان انزلق إلى الحرب منذ ما يقرب من عامين بعد تصاعد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص ونزوح أكثر من 14 مليون شخص فيما تعاني البلاد من المجاعة وتفشي الأمراض في ظل استمرار الصراع.