الأكثر قراءةتقارير وتحقيقاتيسلايدريشريط

مسلمون في الغربة رمضان بلا أذان ولا زينة كيف يحافظون على أجوائه؟

يستقبل المسلمون حول العالم شهر رمضان بالأجواء الروحانية والعادات الاجتماعية لكن في الدول الغربية حيث المسلمون أقلية يختلف المشهد تمامًا فمع غياب الزينة الرمضانية وصعوبة الحصول على إجازات عمل أو دراسة تتناسب مع الصيام وساعات الصيام الطويلة في بعض الدول يواجه المسلمون تحديات فريدة لكنهم في المقابل يبتكرون طرقًا جديدة للحفاظ على الطابع المميز للشهر الفضيل

يختلف عدد ساعات الصيام بشكل كبير في الغرب مقارنة بالدول الإسلامية ففي دول مثل كندا والسويد والنرويج قد يصل الصيام إلى 20 ساعة أو أكثر ما يجعل الالتزام به أمرًا شاقًا أما في دول مثل الأرجنتين وأستراليا فيكون الصيام أقصر نسبيًا حيث لا يتجاوز 11 ساعة في بعض المناطق هذا التفاوت يجعل بعض المسلمين يلجؤون إلى الفتاوى التي تتيح لهم الصيام وفق توقيت مكة أو أقرب دولة إسلامية ذات ساعات صيام معتدلة

في معظم الدول الغربية رمضان ليس إجازة رسمية ما يعني أن المسلمين يواصلون العمل والدراسة أثناء الصيام في بعض الشركات متعددة الثقافات يُسمح للموظفين المسلمين بالحصول على ساعات عمل مرنة لكن في أماكن أخرى يواجهون صعوبة في التوفيق بين العمل والإرهاق الناتج عن الصيام خاصة في المهن التي تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا

أما في الجامعات فبعض الطلاب المسلمين يواجهون صعوبة في أداء الامتحانات خلال رمضان مما يدفع بعض المؤسسات إلى تقديم خيارات بديلة مثل تأجيل الاختبارات أو تعديل جداول المحاضرات للمسلمين الصائمين

رغم أن المسلمين في الغرب أقلية إلا أن المساجد والمراكز الإسلامية تعمل على إبقاء الأجواء الرمضانية حية ففي لندن تنظم المساجد الكبرى إفطارات جماعية يومية بينما في نيويورك وشيكاغو توفر بعض المراكز الإسلامية وجبات سريعة للمسلمين العاملين الذين لا يستطيعون الإفطار في المنزل كما تزدحم المساجد بصلاة التراويح حيث تعد فرصة للمسلمين للالتقاء والشعور بجو رمضان

في بعض المدن الغربية بدأ المسلمون في تحويل موائد الإفطار إلى فرصة لتعريف غير المسلمين بثقافة رمضان ففي باريس وبرلين تُنظم إفطارات مفتوحة في الساحات العامة حيث يُدعى الجيران من مختلف الديانات للمشاركة مما يعزز التفاهم بين الثقافات

مع غياب العائلة والأجواء الرمضانية المألوفة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة رئيسية لتعويض هذا الفراغ فالكثير من المسلمين المغتربين يتابعون البرامج الدينية عبر الإنترنت أو يشاركون لحظات إفطارهم مع عائلاتهم عبر مكالمات الفيديو

رغم التحديات العديدة التي يواجهها المسلمون في الدول الغربية خلال رمضان إلا أنهم ينجحون كل عام في الحفاظ على روح الشهر الكريم سواء من خلال التجمعات في المساجد أو تنظيم الإفطارات الجماعية أو حتى عبر منصات التواصل الاجتماعي رمضان في الغرب قد لا يشبه رمضان في الدول الإسلامية لكنه يظل تجربة فريدة تجمع بين الصبر والتكيف والابتكار للحفاظ على قيم الشهر الفضيل

هايدي زوين

هايدي زوين كاتبة صحفية بموقع الواقع نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى