اختبار الصبر في رمضان «لماذا يتحول الصيام إلى تحدٍ للأعصاب؟»

رمضان يُعرف بأنه شهر الرحمة والصبر لكنه أيضًا يضع الكثيرين في مواجهة مع أنفسهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالتحكم في الغضب والانفعال من الزحام في الشوارع إلى ضغوط العمل والتعامل مع الجوع والعطش يصبح الصيام تحديًا حقيقيًا لكيفية السيطرة على الأعصاب فهل الصيام يجعلنا أكثر عصبية فعلًا أم أنه يكشف فقط عن مدى قدرتنا على ضبط النفس
رغم أن الصيام يُفترض أن يكون وسيلة للتهذيب والصفاء الروحي إلا أن هناك عدة أسباب تجعل البعض أكثر عرضة للعصبية والتوتر :
- التغيرات الجسدية انخفاض مستوى السكر في الدم وانسحاب الكافيين من الجسم يؤثران على الحالة المزاجية
- نقص النوم والإرهاق السهر الطويل والاستيقاظ للسحور يؤديان إلى قلة التركيز وزيادة الانفعال
- الضغوط اليومية سواء في العمل أو أثناء القيادة أو حتى في التعاملات اليومية داخل المنزل
- الزحام وتأخر الطعام خاصة في الساعات الأخيرة قبل الإفطار حيث تزداد المشاحنات بين الناس
في جولة داخل أحد الأسواق قبيل أذان المغرب كانت هناك مشاحنات بين الباعة والمشترين بسبب الأسعار والازدحام في المواصلات بدا واضحًا أن الكثير من الركاب يفضلون الصمت حتى لا يدخلوا في جدال قد يتحول إلى شجار أما في بيئات العمل فالبعض يجد صعوبة في التركيز وإنجاز المهام مما يسبب احتكاكات بين الزملاء
على الجانب الآخر هناك من يتعامل مع الأمر بهدوء محمود موظف في شركة يقول كنت أنفعل سريعًا عند الصيام لكنني قررت أن أعتبره تدريبًا يوميًا على ضبط النفس وكلما نجحت في التحكم في غضبي أشعر بانتصار صغير
إذا كنت تجد صعوبة في التحكم في أعصابك خلال رمضان إليك بعض الطرق التي تساعدك في اجتياز اختبار الصبر
ابدأ يومك بنية التحكم في أعصابك تذكير نفسك بأن رمضان فرصة لضبط النفس يساعد في تغيير سلوكك
تناول وجبة سحور متوازنة تساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة طوال اليوم
خطط ليومك مسبقًا تجنب المواقف التي قد تسبب لك توترًا مثل التسوق في أوقات الذروة
مارس التنفس العميق أو الاسترخاء عند الشعور بالغضب خذ نفسًا عميقًا وامنح نفسك لحظات للهدوء
ركز على الجانب الروحي الذكر وقراءة القرآن من أفضل الطرق لتهدئة الأعصاب
في النهاية الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب بل هو تجربة لاختبار الصبر وقوة الإرادة وبينما يواجه البعض صعوبة في التحكم في أعصابهم يراه آخرون فرصة ذهبية لتدريب النفس على الهدوء والسؤال الذي يبقى مفتوحًا هل ستسمح للعصبية بأن تتحكم فيك خلال رمضان أم ستنجح في تحويل الصيام إلى وسيلة للراحة والسلام الداخلي