دراسة جديدة تكشف تأثير ChatGPT على مشاعر المستخدمين وعلاقاتهم الاجتماعية

أظهرت دراسة حديثة، أجرتها OpenAI بالتعاون مع مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أن أكثر من 400 مليون شخص يستخدمون ChatGPT أسبوعيًا. ولكن كيف يؤثر التفاعل مع هذه التقنية على مشاعر المستخدمين؟ وهل يعزز الشعور بالوحدة أم يقلله؟تشير نتائج الدراسة إلى أن نسبة صغيرة فقط من المستخدمين يتفاعلون عاطفيًا مع ChatGPT، وهو أمر متوقع نظرًا لكونه مصممًا كأداة إنتاجية وليس كمساعد عاطفي مثل تطبيقات أخرى كـ Replika أو Character.AI. ومع ذلك، يستخدم بعض الأفراد ChatGPT بطريقة أكثر شخصية، حيث يقضي بعضهم ما يصل إلى 30 دقيقة يوميًا في التفاعل معه.
أوضحت كيت ديفلين، أستاذة الذكاء الاصطناعي والمجتمع في كلية كينجز كوليدج لندن، والتي لم تشارك في البحث، أن هذه الدراسات لا تزال في مراحلها الأولية، ولكنها تسلط الضوء على بيانات مثيرة للاهتمام.
كشف البحث عن فروقات بين الجنسين في تأثير ChatGPT. فبعد أربعة أسابيع من الاستخدام، كانت المشاركات في الدراسة أقل ميلًا للتفاعل الاجتماعي مقارنة بالمشاركين الذكور. كما أن المستخدمين الذين تفاعلوا مع ChatGPT بالصوت، مع اختيار صوت مختلف عن جنسهم، أبلغوا عن مستويات أعلى من الشعور بالوحدة وزيادة في الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي.
اعتمدت الدراسة على نهج ثنائي، حيث تم تحليل بيانات من 40 مليون تفاعل مع ChatGPT، إلى جانب استبيانات شملت 4076 مستخدمًا حول مشاعرهم. كما تم إجراء تجربة منفصلة على مدار أربعة أسابيع، شملت نحو 1000 مشارك، طلب منهم التفاعل مع ChatGPT لمدة لا تقل عن خمس دقائق يوميًا. في نهاية التجربة، خضع المشاركون لاستبيان لقياس مدى اعتمادهم العاطفي على الروبوت وتأثيره على تفاعلهم الاجتماعي.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين وثقوا في ChatGPT وتفاعلوا معه بشكل أعمق كانوا أكثر عرضة للشعور بالوحدة وزيادة الاعتماد عليه.أشارت الأبحاث السابقة إلى أن روبوتات الدردشة قد تعكس مشاعر المستخدمين، حيث بدت أكثر سعادة عند تفاعل المستخدمين بإيجابية، وأكثر كآبة عندما كانت رسائلهم حزينة.
يؤكد جيسون فانغ، الباحث في مجال السلامة بـ OpenAI، أن هذه الدراسة تمثل خطوة أولى نحو فهم أعمق لتأثير الذكاء الاصطناعي على المستخدمين، مما قد يسهم في تطوير تفاعلات أكثر أمانًا.ورغم أهمية هذه النتائج، تحذر ديفلين من صعوبة قياس التأثير العاطفي الدقيق للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، حيث قد يمر المستخدمون بمشاعر غير مسجلة في الدراسة، مما يستدعي مزيدًا من البحث لفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل.