الأكثر قراءةسوشيال ميديايسلايدريشريط

«فيديو مُفبرك وحملة تشويه» سلاح جديد لضرب الدعم المصري لغزة

فى وسط المشهد الإنساني المتفاقم في قطاع غزة، ومع استمرار الحراك الشعبي المصري رفضًا لتهجير الفلسطينيين، انتشر مؤخرًا مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يُظهر ما قيل إنها «احتفالات راقصة بالأعلام المصرية» قرب معبر رفح، بينما يتعرض القطاع لغارات عنيفة من الجانب الإسرائيلي، في محاولة للتقليل من الدعم المصري لغزة والتشكيك في موقف القاهرة الرسمي والشعبي.

وقد أُرفق الفيديو بتعليق: «ناس بترقص وناس بتموت»، وهي كلمات شهيرة لأغنية فرقة «كايروكي»، ما أثار حالة من الجدل بين مستخدمي منصتي «فيسبوك» و«إكس»، حيث اعتبر البعض أن ما ظهر يمثل «انفصالًا عن الواقع»، بينما تسيل دماء الفلسطينيين في الجهة الأخرى من الحدود.

لكن بالتحقق من الفيديو، أكدت المهندسة «منى مجدي»، خبيرة أمن المعلومات، أن المقطع «مُخلّق باستخدام الذكاء الاصطناعي»، مستندة إلى عدة مؤشرات، من بينها التشوهات غير المنطقية في التجمعات البشرية، وانعدام الفواصل بين الأفراد، بالإضافة إلى الخلل البصري في سرعة تصاعد الدخان مقارنة بحركة الأشخاص البطيئة، وهو ما يُعد من علامات توليد الفيديوهات المزيفة.

وأضافت مجدي أن «الفيديو لا يعكس الطبيعة الجغرافية الفعلية لمحيط معبر رفح»، حيث أظهر صورًا خيالية لسور حدودي مصمت دون بوابات، في حين أن المعبر معروف بوجود بوابة رئيسية تُستخدم لعبور الشاحنات والمسافرين.

من جانبها، «تحققت شبكة CNN الأمريكية» من صحة الفيديو، وتوصلت إلى أن موقع التصوير لا يتطابق مع البوابة الرئيسية لمعبر رفح، والتي تبعد أكثر من 400 متر عن الحدود مع قطاع غزة، وتقع خلفها مبانٍ خدمية وصالة استقبال، وهي تفاصيل غابت عن المقطع المفبرك.

ويأتي نشر هذا الفيديو ضمن «حملة ممنهجة هدفها بث الفتنة والتشكيك في الدعم المصري للقضية الفلسطينية»، خاصة في ظل المسيرات الحاشدة التي انطلقت من مختلف المحافظات المصرية إلى معبر رفح للتأكيد على التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض التهجير القسري لأهالي غزة، بالتزامن مع زيارة الرئيس «عبد الفتاح السيسي» للمعبر بصحبة نظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون».

وعلق المواطنون المصريون الغاضبون من تداول الفيديو المفبرك فى إشارة إلى أن اللقطات الحقيقية التي أُخذت من الجانب المصري تعود إلى «تاريخ 31 يناير 2025»، وهو فترة الهدنة وتوقف العمليات العسكرية في غزة، حين خرجت مجموعات للتعبير عن الأمل بالسلام. في المقابل، نُشرت مقاطع مماثلة من غزة في نفس الفترة احتفالًا بالهدنة، وتم التعامل معها بإيجابية على عكس ما حدث مع الفيديو المصري.

ووجّه بعض النشطاء المصريين رسالة واضحة على منصات التواصل، جاء فيها:«أخي المصري، نحن نواجه حملة تشويه مدفوعة الأجر، وأنت أدرى بذلك، فلا تكن ترسًا في آلة تستهدف بلدك وأهلك».

تقي صالح

تقى صالح كاتبة صحفية بموقع الواقع نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى