«الهيكل على أنقاض الأقصى» تحريض رقمي يكشف نوايا الاحتلال

في تصعيد خطير وغير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، يتعرض المسجد الأقصى المبارك لموجة انتهاكات متزايدة، في ظل تحوّل الاستهداف الإسرائيلي للمقدسات الإسلامية من أطراف استيطانية هامشية إلى سياسة مركزية تتبناها الحكومة الإسرائيلية بشكل علني.
وخلال الأسبوع الجاري، اقتحم أكثر من 7 آلاف مستوطن باحات المسجد الأقصى، في خطوة استفزازية تعكس إصرار سلطات الاحتلال على فرض واقع جديد، وسط تواطؤ حكومي ومجتمعي ناتج عن التغلغل المتزايد لليمين المتطرف في مفاصل الحكم. ويبرز في المشهد السياسي الحالي شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المعروف بقربه من الجماعات الاستيطانية المتطرفة.
ولم تقتصر الانتهاكات على الاقتحامات، بل شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا جديدًا تمثّل في نشر فيديو صادم بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر مشهدًا لتفجير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه، تحت عنوان “العام القادم في القدس”، ما أثار موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي.
وندد ناشطون فلسطينيون وعرب بهذه الخطوة، معتبرين أنها تمثل تحريضًا مباشرًا على تنفيذ مخططات طالما سعت إليها الجماعات المتطرفة. ووصف الناشط خالد صافي الفيديو بأنه «محاولة مكشوفة لتشجيع المتطرفين»، فيما رأى آخرون أن النشر يأتي في إطار اختبار ردود الفعل الشعبية والرسمية العربية والإسلامية.
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيانًا شديد اللهجة، حذّرت فيه من خطورة هذه الدعوات والتحريضات، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات. وقالت الوزارة إن ما يتم تداوله على منصات عبرية «يُعد تحريضا ممنهجا لتصعيد استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس»، مطالبة بتوفير حماية دولية فورية للأقصى وسكان المدينة.
ويُذكر أن المسجد الأقصى تعرض للحرق في 21 أغسطس 1969 على يد المتطرف الأسترالي دينيس مايكل روهان، وهو الحادث الذي شكّل شرارة تأسيس منظمة التعاون الإسلامي، التي باتت اليوم موضع تساؤل من الشارع العربي والإسلامي بشأن موقفها من الانتهاكات المتواصلة بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.