تشييع مهيب للصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع في غزة وسط إدانات دولية

شهد مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة اليوم مراسم مهيبة لتشييع جثماني مراسلي قناة الجزيرة، أنس الشريف ومحمد قريقع، عقب استشهادهما في قصف إسرائيلي استهدف خيمة الصحفيين أمام المجمع الطبي.
وأظهرت مشاهد مؤثرة لزملاء الشهيدين وهم يحملون الجثمانين في ساحة المستشفى وسط هتافات التكبير والدعاء، في وداع مؤلم.
ونشرت صفحة أنس الشريف وصيته الأخيرة، التي جاء فيها:
“إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقة وحارات مخيم جباليا، وكان أملي أن أعود مع أهلي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة، لكن مشيئة الله كانت أسبق”.
وأضاف في وصيته: “عشتُ الألم بكل تفاصيله، ولم أتوقف يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن لم توقفهم أشلاء أطفالنا ونسائنا عن المذبحة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف”.
قال الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا إن مقتل صحفيي الجزيرة أمر صادم، مؤكدًا التعاطف مع عائلاتهم وزملائهم.
من جانبها، أوضحت المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحفيين أن إسرائيل اعتادت وصف الصحفيين بالإرهابيين دون تقديم أدلة، مشيرةً إلى أن هذا النهج يثير تساؤلات حول احترامها لحرية الصحافة. كما شددت على أن الصحفيين مدنيون ولا يجوز استهدافهم، داعية لمحاسبة المسؤولين.
وفي السياق نفسه، عبّر نادي الصحافة الأمريكي عن حزنه بعد استشهاد أنس الشريف في غزة. كما نعت منظمة العفو الدولية في أستراليا مقتل صحفيي الجزيرة، مؤكدة أن استهدافهم تم عمدًا بالقرب من مستشفى الشفاء. وقال متحدث باسم المنظمة: “كرّس أنس حياته لكشف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل وتوثيق الحقيقة ليشهد عليها العالم”.
طالب مكتب الإعلام الحكومي في غزة المجتمع الدولي بردع الاحتلال وملاحقته بالمحاكم الدولية. وأكد أن استهداف الصحفيين يتم بشكل ممنهج، مشيرًا إلى ارتفاع عدد الشهداء منهم إلى 238 منذ بداية العدوان.
منذ 7 أكتوبر 2023، تشن قوات الاحتلال عدوانًا على غزة أسفر عن استشهاد 61,430 مواطنًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 153,213 آخرين. ولا تزال أعداد الضحايا في ارتفاع بسبب وجود جثامين تحت الأنقاض وعدم قدرة فرق الإنقاذ على الوصول إليهم.