
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها الـ58 حول تفشي مرض جدري القرود (mpox) في عدد من بلدان العالم، متضمناً مستجدات الوضع الوبائي العالمي حتى 31 أغسطس 2025، والوضع في أفريقيا حتى 14 سبتمبر، إلى جانب تحديثات الاستجابة التشغيلية حتى 19 سبتمبر 2025.
وأكدت المنظمة أن رفع حالة الطوارئ الصحية العامة الدولية لا يعني زوال الخطر، إذ لا يزال الفيروس منتشراً، خصوصاً في أفريقيا التي سجلت أكثر من 90% من الإصابات. كما أن احتمالية تفشي المرض في أي مكان ما زالت قائمة، مع استمرار تعرض الفئات الأكثر هشاشة، مثل الأطفال والنساء الحوامل ومصابي فيروس نقص المناعة البشرية، لمخاطر مرتفعة للإصابة بمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة. لذا شددت المنظمة على أهمية استمرار المراقبة والتشخيص والمشاركة المجتمعية وتعزيز القدرة على الاستجابة.
وأشارت المنظمة إلى أن التقييم السريع للمخاطر الذي أُجري في 2 سبتمبر 2025 صنّف الخطر العالمي على الصحة العامة بأنه “معتدل”. كما حذّرت من أن جميع سلالات فيروس جدري القرود (MPXV) ما زالت متداولة، وأن عدم احتواء الفاشيات بسرعة قد يؤدي إلى استمرار انتقال العدوى داخل المجتمعات.
وخلال الفترة الأخيرة:
أبلغت الكويت لأول مرة عن حالات إصابة بسلالة IIb من الفيروس.
كما رُصدت إصابات بالسلالة Ib في كل من اليابان والسنغال لأول مرة.
في أغسطس 2025، سجلت 59 دولة نحو 3780 إصابة مؤكدة و15 وفاة (معدل وفيات 0.4%).
شهدت منطقتا شرق المتوسط وأوروبا ارتفاعاً في الحالات مقارنة بيوليو 2025، بينما سجلت أفريقيا والأمريكتان وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ انخفاضاً نسبياً.
وفي أفريقيا، أبلغت 19 دولة عن انتقال نشط للفيروس خلال الأسابيع الستة الأخيرة، حيث سُجلت السلالة IIb بشكل أكبر في غرب أفريقيا، بينما ظهر النوعان Ia وIb في وسط القارة، والنوع Ib في شرقها. أما في أستراليا وتايلاند، فقد سُجلت حالات إضافية مرتبطة بالسفر، فيما ظل الانتقال المجتمعي مقتصراً على دول وسط وشرق أفريقيا.
واختتمت المنظمة بيانها بالإشارة إلى أن اجتماع لجنة الطوارئ بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) في 4 سبتمبر 2025 خلص إلى أن تفشي جدري القرود متعدد البلدان لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً، رغم استمرار الحاجة للمتابعة الدقيقة والتأهب.