الأكثر قراءةتقارير وتحقيقاتيسلايدريشريط

«السبب الحقيقي وراء مأساة نبروه» لماذا قتل الأب أطفاله الثلاثة؟

استيقظت مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية على واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي هزّت وجدان المصريين. أب يُدعى عصام الغرباوي (35 عامًا) أنهى حياة أطفاله الثلاثة خنقًا وطعنًا، وسدد 16 طعنة لزوجته الثانية، قبل أن يقرر إنهاء حياته أسفل عجلات القطار.

الجريمة لم تكن مجرد حادث فردي، بل تحولت إلى قضية رأي عام، أثارت أسئلة مؤلمة عن العنف الأسري وضغوط الحياة التي قد تدفع إنسانًا لارتكاب ما لا يُصدق.

تفاصيل من المستشفى والطب الشرعي

كشف مصدر طبي بمستشفى الطوارئ بالمنصورة أن الزوجة نجوى أصيبت بـ12 طعنة سطحية و4 طعنات نافذة في البطن، ما أدى إلى نزيف داخلي خطير استدعى تدخلًا جراحيًا عاجلًا.

وأوضح أن الأطباء نجحوا في السيطرة على النزيف بعد نقل دم للمصابة، مؤكدًا أن حالتها مستقرة الآن لكنها ما زالت تحت الملاحظة الطبية لحين اكتمال التعافي.

في الوقت نفسه، أنهى فريق من الطب الشرعي تشريح جثامين الأب وأطفاله الثلاثة: مريم (12 عامًا)، معاذ (7 أعوام)، ومحمد (4 أعوام)، لبيان أسباب الوفاة بدقة، وهل كانت ناتجة عن الطعن المباشر أم الخنق، قبل أن تأذن النيابة بدفن الجثامين بعد استكمال الإجراءات القانونية.

خلفيات أسرية معقدة

بدأت القصة عندما قررت الزوجة نجوى الانفصال عن زوجها بعد سنوات من الخلافات، خاصة مع طبيعة عمله كسائق شاحنات يسافر لفترات طويلة.

في آخر لقاء جمعهما، حاولت إقناعه بالانفصال بشكل ودي بعدما تركت منزل الزوجية، لكنه فقد أعصابه داخل محله الخاص ببيع الأدوات المنزلية، واستل سكينًا وسدد لها الطعنات.

ورغم محاولات الجيران لإنقاذها ونقلها إلى المستشفى، كان الأب قد سبقهم إلى المنزل لينفذ جريمته الكبرى بقتل أطفاله الثلاثة.

شهادات من الأقارب والجيران

ابن الزوجة من زواج سابق، إبراهيم الجندي، أكد أن أمه كانت تعامل الأطفال بحب شديد، لكنها كانت تخشى تهديدات الزوج: “قال لها أكثر من مرة لو طلبت الطلاق هيقتل العيال”.

أحد أصدقاء الأب قال: “الخبر وقع علينا كالصاعقة.. عصام كان طيب وحنين على ولاده جدًا.. لسه رايح الأردن معايا مخصوص علشان يجيب فلوس لمستلزمات المدرسة”، مؤكدًا أنه لم يكن يتعاطى مخدرات وأن ما حدث “سر أخذه معاه”.

جريمة تهز الرأي العام

شيع الآلاف من أبناء القرية جنازة الأطفال الثلاثة ووالدهم في مشهد مأساوي لم تعرفه نبروه من قبل. وبينما تتلقى الزوجة العلاج وسط دعوات الأهالي لها بالشفاء، تتواصل الأحاديث عن كيف تحولت خلافات أسرية إلى كارثة إنسانية.

خبراء اجتماعيون يرون أن ما حدث يعكس خطورة تصاعد العنف الأسري في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، ويؤكدون الحاجة إلى:

  • برامج دعم نفسي واجتماعي للأسر.
  • حملات توعية للحد من ثقافة الانتقام والتهديد داخل البيوت.
  • تعزيز دور مؤسسات حماية الطفل لمنع تكرار مثل هذه المآسي.

صرخة لمجتمع بأكمله

انتهت القصة بمأساة؛ أب فقد السيطرة فقتل فلذات كبده، وزوجة تصارع للتعافي من جراحها. لكن الأسئلة ما زالت مفتوحة:

  • هل كان يمكن إنقاذ مريم ومعاذ ومحمد لو وُجدت شبكة حماية أسرية أقوى؟
  • وهل تكفي القوانين وحدها للردع، أم أن المجتمع بحاجة إلى وعي جديد يحمي أضعف حلقاته: الأطفال؟

آية أحمد

آية أحمد كاتبة صحفية بموقع الواقع نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى