الأكثر قراءةتقارير وتحقيقاتيسلايدريشريط

«الواقع نيوز يرصد أصوات الشارع» كشف كواليس اليوم الدراسي ومعارك أولياء الأمور

كل عام دراسي جديد يبدأ بالأمل ويستمر بالجدل ومع دق أول جرس في مدارسنا، تنفجر أزمات الأسر من جديد، ما بين مصاريف تنهش الجيوب، وتجهيزات ترهق البيوت، وحضور دراسي من أجل التقييم ولا يعرف الانتظام! الأسئلة تنهال من كل بيت: إلى متى يظل يوم أبنائنا الدراسي لغزًا يتبدل كل أسبوع؟ وكيف نطالبهم بالتفوق وسط فوضى قرارات غير مدروسة بين الحضور والتقييم؟


واقع صعب يعيشه المواطن المصري، ما بين كراسات تنهك الميزانية، وكتب خارجية تضاعف الأعباء، وقرارات تربوية لا تراعي الواقع الاقتصادي والاجتماعي… أزمة حقيقية تستحق التحقيق، لأن التعليم لم يعد مجرد درس في الفصل، بل معركة يومية تخوضها الأسر بكل ما تملك.
ويرصد «الواقع نيوز» آراء المواطنين حول اليوم الدراسي والأعباء اليومية والتقييم داخل المدارس، كما جاءت على لسان أولياء الأمور في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.


أم سيف قالت:
«بصراحه حضور المدارس بيأثر على كل حاجة سواء في مستوى العيل الدراسي أو في المصاريف. الناس اللي شغاله باليومية ومالهاش دخل ثابت هتدفع إزاي إيجارات ولا إيه؟ وفي ناس عندها أكتر من طفل. وبعدين دا في أطفال ما شفتش تربية وقلة أدب والله في المدارس، والمدرسين بيسيبوا العيال يضربوا بعض».


سماح نبيل قالت:
«هتكلم عن مدينة طنطا ببساطة بعد مجهود التحضير اليومي للاحتياجات اليومية لليوم المدرسي ودي تكلفة أكتر من المعتاد لليوم العادي في البيت (مصروف يومي لأي طارئ، شحن للفون لأي طارئ، ترتيب مواعيد الدروس بعد اليوم المدرسي).
الكارثة اللي كل يوم في الشارع ٢.٥ ل ٣.٥ أي ولي أمر عارف التوقيت دا سواء خروج للمدرسة أو تحركات في الدروس، مفيش تاكسي متاح كله بيسلم وردية. طيب نعمل إيه؟ المشوار بعيد لا ينفع عجلة ولا مشي، والأجرة بقت أكتر من المعتاد.
المدرسة كل همهم الغياب ثم الغياب ثم الغياب علشان التفتيش! ومحدش قال إن التجريبيات ما استلموش ولا كتاب من اللي استلمته المدارس العربي. مفيش غير كتابين (Math وScience) اللي أصلا بيتطبعوا للتجريبيات. فين باقي الكتب اللي مدافعنا فلوسها؟ العربي، الإنجليزي، المستوي الرفيع، الدين، وICT؟ فين كتيبات التقييمات اللي بيتكلموا عليها؟ مفيش غير مادة واحدة اللي وصلت، نظام وزع هنا شوية وهنا شوية. كل سنة فيها كتاب أو كتابين والباقي لسه.
بس لازم تيجوا.. مفيش غياب. لازم تيجوا.. مفيش غياب!
التجريبيات مهزلة.. ولا التابلت اللي جاي موديل A6 (خارج الخدمة العملية بتقرير سامسونج) السنة اللي فاتت، بعكس المدارس العربي اللي استلموا A9. ولحد دلوقتي ما اشتغلش. والجميل إنهم بينزلوا منصة جديدة وطبعا بأجهزة جديدة يستلمها طلبة البكالوريا علشان تبقى البكالوريا جميلة وتبان ناجحة.
كفاية تلاعب بالتعليم.. إحنا مطحونين علشان نعلم أولادنا كويس. سيبونا نعلمهم ما تصعبوهاش علينا علشان بس تظهر الوزارة إنها كيان منتج يدر ربحية، مش كيان مستهلك بيطلب فلوس. إحنا بنطحن في النص. ربنا معانا، ولكل مجتهد نصيب».


أمنية جاد قالت:
«حضرتك، الأكل والشرب مش مشكلة، ما كل يوم الطالب بياكل وبيشرب. المشكلة في الكم والمناهج المعقدة اللي أكبر من قدراته. أكبر دليل منهج أولى إعدادي، وبذات العلوم. بجد حسبي الله ونعم الوكيل فيهم».


بسمة المزين قالت:
«والله كل يوم قرار وكل يوم تقييم. مدارس بتحضرها العيال ومدرسين ما بيشرحوش. وقت ضايع وخلاص من غير استفادة. دروس طول اليوم ومناهج معقدة، وكتب المفروض كانت اتسلمت لكن للأسف لسه. بجد حاجة محبطة.
فين التعليم بجد؟ بقينا عايشين على قرار كل ثانية حاجة، عمرنا ما شوفناها. طب فين الطالب بقى؟ الطالب أصلا ضايع. ومن أكتر الحاجات بجد المعقدة المناهج. مناهج فاكره إن العيال طالعين فاهمين! نجيب وقت منين لفهم وحفظ الكم دا؟ بجد ياريت حد يسمعنا».


نور الشمس قالت:
«معاك حق يا أستاذ إسلام.. فعلا مصاريف زيادة وعبء جامد على ولي الأمر. كل حاجة غليت جدا وبقت العيشة صعبة.
وبالنسبة للي بيقولوا إن كل يوم العيال بيفطروا وبياخدوا مصروف، أحب أرد وأقول: طبعا مفيش مقارنة بين أسرة تجيب بـ10 جنيه فول و10 طعمية ويفطروا كلهم مع بعض، وبين المدرسة اللي محتاجة 20 فينو و20 لانشون و20 جبنة. يعني بدل ما كلهم بيفطروا بـ20 جنيه بقى 60، دا غير مصروف العيال.


وطبعا المدارس تكلفة عن الطبيعي. دا بالنسبة للأكل والشرب بس، بالإضافة للكشاكيل والكراسات وخلافه.
فرحنا إن الوزير نزل كتب تقييمات، قولنا هنترحم من طلبات أول الدراسة من كشاكيل وخلافه. لكن لقينا المدرسين طالبين لكل مادة كشكولين! طب يبقى إيه لزمته كتاب التقييمات اللي مفروض فيه الواجبات كمان والأداء الصفّي؟».


حسام الباجوري قال:
«ولا ليه أي لازمه الحضور غير إرهاق جسدي ومادي علي الأهالي».


ريتاج يوسف قالت:
«وبالنسبه للبكالوريا اللي جبرونه عليها والأولاد بيروح ويجوا ومابيخدوش حاجه شاطرين بس هنقصوا ٢٠ درجه علشان الكشكول ولا في شرح ولا فيها أي فايده».


بين همّ المصاريف وضياع الوقت وتعقيد المناهج وغياب الكتب، تظل الأسر المصرية عالقة في حلقة مفرغة من القرارات. يبقى السؤال: هل يصل صوت الشارع إلى صناع القرار، أم أن التعليم سيظل معركة يومية بلا نهاية؟


ومن جانب آخر يرى مختصون أن الأزمة الحالية تستدعي مراجعة شاملة لمنظومة الحضور اليومي في المدارس، ووضع خطة واضحة تضمن انتظام اليوم الدراسي وتوزيع الكثافات الطلابية بشكل يحقق الانضباط المطلوب، مع دراسة الأوضاع الاقتصادية للأسر وتخفيف الأعباء عنها، وتطوير أدوات التقييم بما يعكس الواقع الفعلي للتحصيل الدراسي.


إن انتظام اليوم الدراسي ليس رفاهية، بل هو أساس بناء العملية التعليمية وركيزة نجاحها. والأزمة الراهنة لا تمس فقط تفاصيل الحضور والمصاريف، بل تمتد إلى مستقبل أجيال بأكملها. ومع تصاعد مطالب المواطنين، تبقى الكرة في ملعب وزارة التربية والتعليم لوضع حلول عاجلة تعيد الانضباط والعدالة إلى مدارسنا، وتعيد الثقة في التعليم كمحرك رئيسي للتقدم.

تقي صالح

تقى صالح كاتبة صحفية بموقع الواقع نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى