تقارير وتحقيقاتيسلايدريشريط

كيف تدمر الهواتف الذكية راحتنا الليلية؟

تقى صالح

لا شك أن الهواتف الذكية أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية في الوقت الذي نعتمد فيه على هذه الأجهزة في التواصل والعمل وحتى الترفيه نجد أنفسنا أيضًا متصلين بها حتى اللحظات الأخيرة من يومنا، وخاصة في السرير. لكن هل فكرنا في تأثير هذه العادة على نومنا؟ وكيف تؤثر هذه الأجهزة على صحتنا النفسية والجسدية؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف الذكية يشبه إلى حد كبير ضوء النهار الطبيعي. لكن تأثيره ليس بريئًا كما يبدو فالخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين تترجم هذا الضوء إلى إشارات للمخ تقود إلى تقليل إفراز هرمون الميلاتونين الذي يلعب دورًا محوريًا في تنظيم دورة النوم. عندما يقل إفراز هذا الهرمون نجد أنفسنا أكثر يقظة وأقل استعدادًا للنوم.

لكن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد. فإلى جانب تأثير الضوء الأزرق يمكن أن يؤدي استخدام الهواتف الذكية قبل النوم إلى زيادة التحفيز العقلي حيث مع تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو قراءة الأخبار يتم تحفيز العقل بشكل يجعل الدخول في حالة من الاسترخاء أمراً صعبًا و ساعات من التمرير المستمر على الشاشة تجعل وقت النوم يتأخر ما يؤدي إلى ساعات نوم أقل.و دورة النوم والاستيقاظ كيف تتأثر بالهواتف؟تؤثر الهواتف الذكية بشكل مباشر على الساعة البيولوجية وهي التي تنظم دورات النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم. كلما تأخر النوم بسبب استخدام الهاتف كلما اختل التوازن بين مراحل النوم المختلفة مثل النوم العميق والنوم الخفيف. والنتيجة؟ نوم غير مريح وصعوبة في الاستيقاظ صباحًا مما يؤثر بشكل مباشر على الأداء خلال اليوم.

تشير الأبحاث إلى أن استخدام الهواتف قبل النوم يزيد من احتمالية الإصابة بالأرق على المدى الطويل وذلك لأن العادة تتحول إلى نمط مستمر حيث نجد أنفسنا مضطرين لفحص الهاتف بشكل متكرر قبل النوم مما يعزز القلق ويزيد من مستويات التوتر.

لا يمكن تجاهل الجانب النفسي لاستخدام الهواتف الذكية، حيث أصبح الكثير منا مدمنًا على متابعة وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية حتى اللحظات الأخيرة من يومنا حيث أن هذا الإدمان يؤثر سلبا على النوم بشكل خاص حيث يعزز مشاعر القلق خاصة عندما يتعلق الأمر بقراءة الأخبار السلبية أو متابعة القضايا المثيرة للجدل.

لحسن الحظ توجد بعض الحلول العملية التي يمكن أن تساعدنا على تقليل تأثير الهواتف الذكية على نومنا:

إيقاف تشغيل الهاتف قبل ساعة من النوم منح العقل وقتًا للاسترخاء والتخلص من التحفيز الذي تسببه الشاشة.استخدام إعدادات تقليل الضوء الأزرق حيث أن العديد من الهواتف تحتوي على أوضاع ليلية تساعد على تقليل الضوء الأزرق.تخصيص مكان للنوم بعيدا عن التكنولوجيا حيث تحويل غرفة النوم إلى مساحة خالية من الأجهزة الإلكترونية يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة النوم.و هناك تبعات طويلة الأمد لاستخدام الهواتف قبل النوم حيث لا يشعر الكثيرون بالأثر الفوري لاستخدام الهواتف قبل النوم لكن العواقب تظهر على المدى الطويل. من بين هذه العواقب:اضطراب في النوم المزمن حيث انه مع استمرار العادة يتحول الأرق إلى مشكلة دائمة تؤثر على الصحة العامة.و قد ربطت دراسات عدة بين قلة النوم وزيادة الوزن بسبب تأثيرها على هرمونات الشهية و نقص النوم يؤثر سلبًا على القدرات الذهنية خلال اليوم.

خلاصة القول في عصر التكنولوجيا الحديثة لا يمكن تجاهل تأثير الهواتف الذكية على صحتنا وخاصة عندما يتعلق الأمر بالنوم إن الحل ليس في التخلص من التكنولوجيا بل في إيجاد التوازن الصحيح في استخدامها النوم الجيد هو أحد أعمدة الصحة الجسدية والنفسية ومن الضروري أن نتخذ خطوات بسيطة لتقليل تأثير الأجهزة الإلكترونية على حياتنا اليومية خاصة في الليل.

تقي صالح

تقى صالح كاتبة صحفية بموقع الواقع نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى