«جنوب السودان» اشتباكات دامية واعتقالات تهدد «اتفاق السلام»

تشهد دولة جنوب السودان تصاعدًا خطيرًا في التوترات الأمنية مع اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بين القوات الحكومية ومليشيات محلية بينما شهدت العاصمة جوبا تطورات دراماتيكية تمثلت في اعتقال قيادات عسكرية بارزة ومحاولة فاشلة للقبض على مسؤول استخباراتي سابق.
أفادت تقارير إعلامية متعددة من بينها «سودان تريبون» وإذاعة «فرنسا الدولية» باندلاع معارك شرسة في بلدة الناصر بولاية أعالي النيل بين الجيش الحكومي ومجموعة مسلحة تُعرف باسم «الجيش الأبيض» التي تتألف في معظمها من شبان من قبائل النوير.
وقد استخدمت القوات الحكومية أسلحة ثقيلة ومدرعات في محاولة للسيطرة على البلدة بينما رد المسلحون بعنف مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين وسط موجة نزوح واسعة بين السكان المحليين وتتهم المعارضة الحكومة بـ«انتهاك اتفاق السلام» في حين تصر الأخيرة على أن عملياتها تستهدف «القضاء على التمردات غير الشرعية وفرض الأمن».
في تطور آخر اعتقلت السلطات الأمنية في العاصمة جوبا «جنرالًا بارزًا مقربًا من زعيم المعارضة رياك مشار» نائب الرئيس الحالي دون تقديم توضيحات رسمية حول أسباب الاعتقال وتخشى المعارضة أن تكون هذه الخطوة جزءًا من حملة تستهدف «تقويض نفوذ مشار في الجيش قبل الانتخابات المرتقبة».
كما شهدت جوبا «إطلاق نار كثيف» خلال محاولة قوات الأمن اعتقال «رئيس جهاز المخابرات السابق» حيث واجهت العملية مقاومة مسلحة من قوات موالية له مما أثار حالة من الذعر بين المدنيين.
مع اقتراب الانتخابات المقررة في أواخر 2025 يزداد القلق بشأن استقرار البلاد حيث يرى محللون أن استمرار التوترات قد يؤدي إلى «تأجيل الانتخابات أو حتى انهيار اتفاق السلام» الموقع عام 2018 بين الرئيس «سلفاكير» ونائبه «رياك مشار».
وفي ظل تصاعد أعمال العنف والاعتقالات السياسية يحذر مراقبون من أن جنوب السودان قد يكون على أعتاب «موجة جديدة من الصراع المسلح» ما لم يتم اتخاذ خطوات حقيقية لضمان تنفيذ اتفاق السلام وتعزيز الاستقرار السياسي.