تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران والبنتاغون يرسل «بي 52» إلى الشرق الأوسط

يشهد الشرق الأوسط تصاعدًا في التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في ظل تصعيد الضغوط العسكرية والاقتصادية على طهران بهدف دفعها إلى التفاوض بشأن برنامجها النووي.
وذكرت تقارير إعلامية أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أرسلت هذا الأسبوع قاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز «بي 52» إلى المنطقة في خطوة اعتبرها مراقبون جزءًا من حملة الضغط الأقصى التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران كما رافقت مقاتلات إسرائيلية إحدى مهام القاذفات في رسالة واضحة إلى طهران.
بالتزامن مع ذلك استأنفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس ترومان» وجودها في البحر الأحمر بعد عبورها قناة السويس عقب توقف مؤقت في البحر المتوسط لإجراء إصلاحات فنية.
وسط سعى الولايات المتحدة بالتنسيق مع إسرائيل إلى تعزيز وجودها العسكري في المنطقة في وقت تكثّف فيه إيران جهودها في الملف النووي حيث أعلنت «وكالة الطاقة الذرية الدولية» أن طهران جمعت نحو «274 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%» منذ انسحاب واشنطن من «الاتفاق النووي» عام 2018.
وفي إطار الاستعداد لخيارات عسكرية محتملة أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل تدريبات جوية تحاكي ضربات بعيدة المدى على منشآت نووية بينما أكد «إلبريدج كولبي» مرشح «ترامب» لمنصب المستشار المدني الأعلى في «البنتاغون» أن الإدارة الأميركية مستعدة لطرح خيارات عسكرية موثوقة في حال فشل الدبلوماسية.
على الصعيد الداخلي تواجه الحكومة الإيرانية بقيادة «الرئيس مسعود بزشيكيان» ضغوطًا متزايدة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأميركية وقد شهدت إيران عزلًا لعدد من المسؤولين البارزين المقربين من «بزشيكيان» بالإضافة إلى استقالة «محمد جواد ظريف» في خطوة رمزية تعكس حجم التوتر داخل الدوائر السياسية الإيرانية.
في ظل هذه الأوضاع نقلت مصادر مطلعة أن إيران رفعت حالة التأهب في منشآتها النووية والصاروخية حيث عززت الدفاعات الجوية تحسبًا لأي هجوم محتمل خصوصًا بعد تصريحات ترامب التي لم تستبعد دعم إسرائيل لضرب منشآت نووية إيرانية.
وسط هذه التطورات يترقب المجتمع الدولي مسار التصعيد بين واشنطن وطهران حيث يبقى «الملف النووي الإيراني» على رأس الأولويات في ظل استمرار التحركات العسكرية والدبلوماسية التي قد تحدد ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة.