غرامة 20 ألف جنيه على الأسر المتخليّة عن الأطفال المكفولين بعد عرض «ولاد الشمس»
في أعقاب التأثير الكبير الذي أحدثه مسلسل «ولاد الشمس» خلال موسم رمضان 2025، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، ممثلة في اللجنة العليا للأسر البديلة، عن قرار حاسم يقضي بفرض غرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه على أي أسرة بديلة تُعيد الطفل المكفول إلى دار الرعاية، وذلك في إطار جهود الوزارة لحماية حقوق الأطفال المكفولين وضمان استقرارهم النفسي والاجتماعي.
المسلسل، الذي ناقش قضية الكفالة والتخلي عن الأطفال بشكل إنساني مؤلم، فتح الباب لنقاش مجتمعي واسع حول الأثر النفسي العميق الذي يتركه مثل هذا النوع من الهجر العاطفي.
وقد جسّد الفنان طه دسوقي شخصية «مفتاح» التي تُمثل نموذجًا حيًا لمعاناة الأطفال في دور الأيتام بعد تجربة الكفالة، حيث أثار أحد المشاهد الأكثر تأثيرًا تعاطفًا كبيرًا من الجمهور، عندما قال الطفل: «ادوني الحنان، وقالولي إني ابنهم، وبعدين لما جالهم ابنهم رجعوني الملجأ كأني شنطة خلصت صلاحيتها».
وبحسب خبراء نفسيين، فإن الأطفال الذين يتنقلون بين أسر بديلة ودور رعاية معرضون لمخاطر نفسية شديدة، منها الاكتئاب، القلق، ومشكلات التعلق المرضي. وأكدوا أن التخلي عن الطفل لا يُمثل فقط خيبة أمل عاطفية، بل يشكّل أزمة نفسية قد تلازم الطفل مدى الحياة.
من جانبه، أوضح علاء عبدالعاطي، مدير عام الإدارة العامة للرعاية الأسرية والمؤسسية، أن الأصل في نظام الكفالة هو بقاء الطفل في كنف الأسرة البديلة حتى سن البلوغ، مع السماح بإعادة الطفل في حالات استثنائية فقط، كعجز الأسرة عن الاستمرار في الرعاية أو ظهور خطر حقيقي يهدد سلامة الطفل داخل البيئة الكافلة، ويجب حينها العرض على اللجنة العليا لاتخاذ القرار المناسب.
المسلسل أثار أيضًا تساؤلات حول الأسباب التي تدفع بعض الأسر للتخلي عن الأطفال المكفولين، حيث أظهر أن إنجاب الطفل البيولوجي أحيانًا يؤدي إلى تراجع الأسرة عن الكفالة، كما كشفت دراسات مثل تلك المنشورة في «Psychology Today» عن وجود عوامل أخرى مثل الصدمات النفسية السابقة لدى الطفل، أو مشكلات سلوكية كفرط الحركة وصعوبات التعلم، إضافة إلى الضغوط المادية أو عدم جاهزية الأسرة نفسيًا لتجربة الكفالة.
وأكدت وزارة التضامن الاجتماعي التزامها الكامل بتطبيق قانون الطفل ولائحته التنفيذية رقم 188 لسنة 2014، والتي تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال داخل دور الرعاية وخارجها، مشيرة إلى استمرار الجهود في دعم الأسر البديلة وتوفير الإرشاد والتأهيل اللازم لضمان نجاح تجربة الكفالة.
