احتفالات مبهجة ومظاهر روحانية مميزة في أحد السعف بكنائس مصر

في مشهد مهيب مملوء بالفرح والروحانية، تزينت الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مختلف محافظات مصر اليوم بـ«الزعف» وأغصان الزيتون احتفالًا بـ«أحد السعف» والذي يُعد بداية «أسبوع الآلام»، وسط أجواء روحانية ومظاهر احتفالية مبهجة، حيث توافد الآلاف إلى الكنائس حاملين الزعف والشموع، وسط إجراءات احترازية.
ويُعد «أحد السعف» – الموافق اليوم 13 أبريل – ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم «القدس» منتصرًا، حيث استقبله الأهالي بأغصان النخيل والزيتون، وهي الرموز التي تحولت إلى طقس سنوي يتجلى في تزيين الكنائس بسعف النخيل وصنع أشكال مختلفة منه، ترمز للفرح والانتصار الروحي.
بدأت الطقوس داخل الكنائس بتلاوة صلوات الفرح الخاصة باليوم، وقراءة الإنجيل، والترانيم القبطية التي تروي قصة دخول السيد المسيح إلى أورشليم. وفي خارج الكنائس، انتشر بائعو الزعف الذين تفننوا في صنع أشكال مميزة منه مثل الصلبان، والتاج، وسنابل القمح، والشمعة، وغيرها من الرموز التي يعاد استخدامها للاحتفال.
وقد ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس «أحد السعف» في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وسط حضور محدود من الشعب التزامًا بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
فيما تميزت الشوارع المحيطة بالكنائس بانتشار باعة الزعف، من بينهم الشاب «مينا يوسف»، الذي قال إنه تعلم تضفير الزعف منذ كان عمره 12 عامًا، موضحًا أنه يقدم أشكالاً متنوعة مثل «الصليب» و«التاج» و«الجمل»، الذي ابتكره بنفسه.
أما «ساندرو جورج»، وهو من أبناء شهداء كنيسة المرقسية، فذكر أن عائلته توارثت فن تضفير الزعف جيلًا بعد جيل، ويشارك مع إخوته في صنع أشكال مبدعة، منها «الصليب المزخرف بالورود»، و«سنابل القمح»، و«شكل الشمعة الخضراء».
وفي محافظة قنا، شهدت الكنائس احتفالات واسعة، حيث توافد الآلاف من الأقباط حاملين «سعف النخيل» والشموع والخوص، وسط أجواء من البهجة والفرحة. وتزينت الكنائس من الداخل والخارج بالسعف وأغصان الزيتون، وامتلأت ساحاتها بالمصلين الذين أدوا الصلوات الخاصة بهذا اليوم.
ويقول القس «بيجول بولس»، كاهن كنيسة مارجرجس بقنا، إن «أحد الشعانين» يُعد من أهم المناسبات الدينية التي يحرص فيها الأقباط على الحضور والمشاركة في الطقوس، مشيرًا إلى أن الاحتفالات تستمر طوال الأسبوع، مرورًا بـ«أربعاء أيوب» – وهو ذكرى صبر النبي أيوب على الآلام – و«الجمعة العظيمة»، حتى «عيد القيامة المجيد»، ثم الاحتفال بـ«شم النسيم» في اليوم التالي.
يُسمى «أحد السعف» أيضًا بـ«أحد الزيتونة» ويأتي هذا اليوم في نهاية «الصوم الكبير» الذي يستمر 55 يومًا يُعد «أحد الشعانين» بداية «أسبوع الآلام»، الذي يُختتم بـ«عيد القيامة المجيد».






