إسرائيل تعترض «أسطول الصمود» وتحتجز مشاركين بارزين في عرض البحر

قامت القوات البحرية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، باعتراض سفينتي «ألما» و«سيروس» المشاركتين ضمن «أسطول الصمود العالمي»، واعتقلت من كانوا على متنهما. كما أمرت السلطات الإسرائيلية بتغيير مسار الأسطول نحو ميناء أسدود.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد صعدت وحدات من البحرية الإسرائيلية على متن عدد من سفن الأسطول وبدأت عملية السيطرة عليها. هذا التحرك جاء بعد أن أحاطت أكثر من 20 سفينة حربية إسرائيلية بـ«أسطول الصمود»، وانقطع الاتصال بين السفن المشاركة.
في وقت سابق، أعلن المنظمون أنهم في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تدخل. ورغم التحذيرات والمناورات العسكرية، أكد الأسطول عزمه مواصلة رحلته الإنسانية نحو قطاع غزة.
في بيان صدر عند الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش (2:30 ظهرًا بتوقيت القاهرة)، أوضح الأسطول أنه كان على بُعد 118 ميلاً بحريًا شمال السواحل المصرية. خلال هذا الوقت، قامت البحرية الإسرائيلية بمناورة عدائية ضد سفينة «ألما»، مما أجبر القبطان على تغيير المسار بشكل مفاجئ لتفادي الاصطدام.
لاحقًا، تعرّضت السفينة «سيروس» لمناورة مشابهة. وأفادت النائبة الفرنسية ماري ميسمور، التي كانت على متنها، بأن الضوء الساطع الذي وُجه نحوهم قطع الاتصالات بالكامل، ما رفع حالة التأهب بين الركاب.
رغم تهديدات إسرائيل، أكد المنظمون أن «الأسطول» سيواصل مهمته السلمية. يتكوّن «أسطول الصمود» من نحو 45 سفينة تحمل مساعدات غذائية وطبية، ويشارك فيه ناشطون من أكثر من 40 دولة، من بينهم حفيد نيلسون مانديلا، والناشطة السويدية غريتا تونبرغ.
في المقابل، طالبت حكومات أوروبية، منها إسبانيا وإيطاليا، بعدم دخول الأسطول إلى منطقة الحظر التي حددتها إسرائيل، والابتعاد عن المياه الإقليمية لغزة بمسافة لا تقل عن 150 ميلاً بحريًا.
ورغم إرسال سفن عسكرية لمرافقة الأسطول، شددت الحكومات الأوروبية على أنها لن تتدخل إلا في حال الضرورة القصوى. وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبلز، حذّرت من المخاطر الأمنية، ودعت إلى تجنّب أي تصعيد.
من جهتها، اعتبرت جنوب أفريقيا أن أي احتجاز أو تدخل عسكري ضد الأسطول يُعد انتهاكًا للقانون الدولي. كما انتقد المنظمون موقف بعض الحكومات الأوروبية، واعتبروه محاولة لتقويض مهمة إنسانية سلمية.
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز صرّح بأن الأسطول لا يشكّل تهديدًا لإسرائيل، ودعا حكومة نتنياهو إلى عدم التصعيد. بينما طالبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني بوقف المبادرة، ووصفتها بأنها «غير مسؤولة».
انطلق «أسطول الصمود» من إسبانيا نهاية أغسطس الماضي، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وتوصيل مساعدات إنسانية عاجلة. وأكد المنظمون أن حركتهم سلمية وغير عنيفة، رغم ما وصفوه بـ«مناورات الترهيب الإسرائيلية».
ويؤكد النشطاء أنهم لن يتراجعوا عن هدفهم، رغم تعرضهم لهجمات بطائرات مسيّرة وقنابل حارقة في مناسبات سابقة، خاصة أثناء توقفهم في ميناء سيدي بوسعيد التونسي.