مشهد من الخالق بصناعة هيثم
بقلم اسلام الخياط
لا نستطيع أن نمنع ما يكتبه الله ولكن نسأله اللطف فيه ولا نستطيع التدخل بين الله وعبده ولكن ندعو من المولى عز وجل اللطف بيه.
وهذا ما شاهدنا على هيثم النحاس الشاب الثلاثيني من العمر وإرادة الله أن يجعله منذ شبابه وهو دائماً في ابتلاء من الخالق وكان هو دائماً على خلق مع من يريده الله له
وكان بداخله أسد لا يعرف الهزيمة ولا الخوف ودائماً كان يلقن نفسه بأن عقب المحنة منحة.
عاتبت ربنا وقولت ليه ذاد تعلقي بهيثم ورغم معرفتي بيه منذ ٧ شهور وفرق السن بيننا فنجح القدر وشاءت تدابير الخالق في زرع حب الإخوة حب الخير للغير حب للعطاء لمن يستحق ومن لا يستحق حب الناس دون تفرقه حب يحترمه كل من يعرفه.
في يوم السبت المشئوم استدعاني القدر وكنت ولا اعرف ما يقدمه لي من مفاجأة صادمة وفي بداية السبت صباحاً كنت جليساً مع هيثم بعد معرفتي بدخوله غرفة العمليات لإجراء عمليه في قدمة اليسرى لكثرة تجمع ماء وتورم بها ولا أعلم أن هذه النهاية ولكن هيثم نفسه كان على علم بها ولكن مع الله ولا ينطق إلا بإشارات ونظارات لم نستوعبها إلا بعد صعود روحه لخالقها ومنها عندما قام بارتداء ملابس العمليات حملني رسالة بعد دخوله لتجهيز نفسه فتح جزء من باب الغرفة وقال لي أنا صائم وفي بسكويت حلو أوي “كلهولي” بدالي وعند دخوله إلى غرفة العمليات طلب مني أن أوثق هذه اللحظة ورفضت وقولت له لا استطيع أن أراك ضعيفاً وختم بإشارة ربانية لي برسالة عجيبة على الواتس اب مادح من يحبه بالسند والظهر.
وكما تعودت معه تجهيز كل فاعلية خير قمت بتجهيز آخر فاعلية وكان الحشد غير مسبوق ملئ بالمحبين المخلصين وغيرهم من يتبعون مصائب قوم عند قوم فوائد ولكن كان المشهد لا ينطبق عليه إلا مشهد خلقه الله بصناعة هيثم النحاس وليس بصناعة أحد نهائياً.
في النهاية لا نعلم بأي أرض نموت وتعددت الأسباب والموت واحد ولا نقول إلا ما يرضي ربنا مع السلامة وقلوبنا مطمئنة مع السلامة ونعلم ما قدمته في الدنيا وستحصده أنت في قبرك مع السلامة الأخ والصاحب والساحب للخير.