بقلم أحمد زيدان
تعد مرحلة الشيخوخة واحدة من أكثر الفترات حساسية في حياة الإنسان، حيث يتعرض لتغيرات جسدية ونفسية عديدة. لكن في ظل هذا التغير الطبيعي، يمكن أن يكون التخلي من قبل شريك الحياة أحد أقسى التحديات التي قد يواجهها الرجل العجوز. إن شعور الرجل المسن بالتخلي من زوجته ليس مجرد ألم عاطفي، بل هو تجربة عميقة ومعقدة من الوحدة والإحباط.
عندما تتخلى الزوجة عن زوجها، يشعر الرجل المسن بفقدان ليس فقط لشريك حياته، بل لرفيق العمر الذي كان يشاطره الأفراح والأتراح. قد يكون هذا التخلي نتيجة لظروف لا يمكن السيطرة عليها، مثل المرض أو اختلافات عميقة في الشخصيات. إلا أن النتيجة تبقى واحدة؛ وهو الشعور بالوحدة العميقة.
الوحدة في هذه المرحلة من الحياة ليست مجرد غياب للرفقة، بل هي أيضًا فقدان للأمان والراحة النفسية التي كان يوفرها وجود الشريك. يجد الرجل المسن نفسه في مواجهة مع عالم يبدو أنه غريب عنه، حيث يصبح كل يوم تحديًا جديدًا. قد يعاني من الاكتئاب، وتنتابه مشاعر الإحباط واليأس. كما قد تتعزز مشاعر العجز عن مواجهة الأمور بمفرده، مما يزيد من معاناته.
الأمر الذي يفاقم هذا الوضع هو التغيرات في الروتين اليومي. فقد كان وجود الزوجة يوفر نوعًا من التنظيم والانتظام في الحياة، وبالتالي فإن غيابها يعني عدم وجود من يشاركه اللحظات اليومية البسيطة. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر الرجل المسن بالقلق من المستقبل، ويفكر في كيفية التأقلم مع وضعه الجديد بمفرده.
ومع كل هذه المشاعر السلبية، قد يكون هناك أيضًا شعور بالذنب أو اللوم، سواء تجاه الذات أو تجاه الآخر. قد يتساءل الرجل المسن عن أسباب هذا التغير في حياته، ويحاول فهم ما إذا كان هناك شيء يمكن أن يفعله لتصحيح الوضع.
في مواجهة هذه التحديات، قد يكون من المفيد البحث عن طرق لدعم النفس وتعزيز شبكة الدعم الاجتماعي. يمكن أن يشمل ذلك بناء علاقات جديدة، أو الانخراط في أنشطة تجلب السعادة والراحة. الدعم من الأصدقاء، أو المجتمعات المحلية، أو حتى المجموعات المخصصة لكبار السن يمكن أن تكون مصدرًا للتخفيف من حدة الوحدة.
في الختام، تجربة الرجل المسن الذي تُرك وحيداً بعد تخلي زوجته عنه هي تجربة معقدة ومؤلمة. ومع ذلك، يمكن أن توفر هذه المرحلة أيضًا فرصة لإعادة اكتشاف الذات وبناء حياة جديدة، على الرغم من التحديات الكبيرة التي قد تواجهها. إن التعاطف والفهم من المجتمع والدعم المناسب يمكن أن يلعبان دوراً حاسماً في تخفيف هذه المعاناة وتعزيز القدرة على التكيف.