بقلم احمد زيدان
العلاقة بين إيران والجماعات الشيعية العربية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن تثير تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية لإيران وتأثيرها على استقرار المنطقة العربية. من الواضح أن إيران تستخدم دعمها لهذه الجماعات كوسيلة لتحقيق مصالحها الإقليمية، وهذا يأتي في سياق مشروعها الجيوسياسي الهادف إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
دعم إيران للجماعات الشيعية
إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، تبنّت استراتيجية تصدير “الثورة” عبر دعمها لحركات وجماعات شيعية في العالم العربي. حزب الله في لبنان، الذي يعد أقوى الميليشيات المدعومة إيرانياً، تأسس في الثمانينيات وارتبط بإيران أيديولوجياً ومالياً. الحوثيون في اليمن، الذين يعتنقون مذهب الزيدية القريب من التشيع، يتلقون أيضاً دعماً عسكرياً وسياسياً من إيران.
إيران ترى في هذه الجماعات وسيلة لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة. وتستخدمهم كأداة للضغط على القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، عبر تهديدات مباشرة وغير مباشرة.
الأهداف الإيرانية
إيران لا تخفي رغبتها في تحقيق توازن إقليمي لمصلحتها، وتراهن على جعل الشيعة العرب ركيزة لاستراتيجيتها. ما يدور في لبنان واليمن وسوريا يظهر أن إيران تسعى لخلق حالة من الفوضى والاضطراب في الدول العربية من خلال دعم حركات المقاومة والجماعات المسلحة.
الهدف من هذه التحركات هو الضغط على إسرائيل، وكذلك الدول العربية المناوئة لإيران مثل السعودية. إضافة إلى ذلك، تسعى إيران إلى استخدام هذه الجماعات كورقة ضغط في مواجهة الولايات المتحدة، التي تعتبرها خصمًا رئيسيًا في المنطقة.
هل تجر إيران العرب إلى حرب أمريكية؟
التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة، والتي بلغت ذروتها بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرض عقوبات مشددة على إيران، تشير إلى أن هناك احتمالية لتحول المنطقة إلى ساحة مواجهة بين الطرفين. إيران تستخدم وكلاءها في العراق وسوريا واليمن للرد على الضغوط الأمريكية، وقد يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى تصاعد المواجهة إلى حرب شاملة.
هناك رأي يقول إن إيران قد تدفع المنطقة إلى حرب مع إسرائيل كوسيلة لتوجيه الانتباه بعيدًا عن الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها. المواجهات المتكررة بين إسرائيل وحزب الله، وكذلك الهجمات التي تنفذها الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة، تزيد من احتمالات تفاقم الصراع وتحويله إلى حرب واسعة تشمل قوى دولية.
الاغتيالات ودور إيران
من الواضح أن إيران متورطة في العديد من الاغتيالات التي استهدفت شخصيات سياسية وأمنية في المنطقة، سواء من خلال عمليات مباشرة أو عبر دعم جماعات محلية لتنفيذ هذه الاغتيالات. مثل هذه العمليات جزء من استراتيجيتها لتحقيق أهدافها بطرق غير مباشرة، وضرب الاستقرار في الدول المعادية لها.
الرؤية المستقبلية
من غير المرجح أن يتغير الدور الإيراني في المستقبل القريب، إذ يبدو أن إيران ملتزمة باستراتيجيتها التي تعتمد على دعم الجماعات الشيعية العربية لزعزعة استقرار المنطقة. من الضروري أن يدرك الشيعة العرب أن دعم إيران لهم ليس بهدف تعزيز مصلحتهم الوطنية، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى زيادة النفوذ الإيراني، بغض النظر عن العواقب على أمن واستقرار الدول العربية.
الخلاصة، إيران تلعب دورًا محوريًا في تفاقم الصراعات في المنطقة عبر دعمها لجماعات شيعية عربية، ما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذا الدعم وما إذا كانت هذه السياسات قد تؤدي إلى جر المنطقة إلى حرب أوسع مع الولايات المتحدة وإسرائيل.