بقلم تامر أفندي
ثمة أمر غريب بات فجا في مصر، إذ كان يؤديه القلة لكنه بات سمة غالبة، وهو أن تكون الشئ وضده.. أن تكون أنت المتهم والمحامي والقاضي.. ان تكون سبب العطب وتتحدث عن فلسفة إصلاحه.. يجوز أن تكون على يمين الإمام وتنتقل ليساره أو العكس لكن أن تظل طيلة الوقت تتأرجح بين اليمين واليسار فهذا يربك الإمام ويبطل الصلاة.
لماذا يعود هؤلاء للمشهد السياسي.. أعادوا كنبيذ بعد تخمير العنب!.. ما الجديد الذي يفعلوه غير ما كان سوا طرق على الأواني الفارغة من محتواها السياسي وإحداث جلبة مصطنعة وغير مفيدة جربناها في تجارب سابقة لكنها لم تجلب نفعا، بل ربما تزيد من بقع الزيت في الثوب الأبيض، خروج لنفس المنتج في فاتريتات جديدة وعودة فاترة لخداع شعب هم ابعد أبنائه عنه ليضعوا نفس الأكلاشيهات.
والسؤال ما هي “الأمارة يا أمارة” أن يرد هؤلاء للشعب صوته وهم من اشتروه بثمن بخس.. بكام سيكون الصوت.. وكانت أخر تسعيرة له “كوبون سكر وزيت”..!.
سئمنا يا سادة من لبس الجوارب على الوجهين كلما اتسخ وجه قلبتم على الآخر، إذا كانت مصانع السياسة لا يمكنها إنتاج غير هذا النوع الردئ فلنغلقها أفضل فخسارة التشغيل باتت فادحة وباتت تحمل الدولة ما لا تطيقه.
إذا كانت الجياد بالإيجار فلا داعي لإدعاء الفروسية في المعارك فكلهم أبطال من ورق.. شرارة من النار تحولهم إلى رماد.. ومصر يا سادة في هذا الزمن تحتاج لأبطال حقيقين أكلوا من خبزها المدعم ودابت نعالهم في شوارعها وزكمت أنوفهم رائحة طينها.
مصر لا تحتاج إلى سماسرة ولا لكام بكام.. فمن يشتريها اليوم بالبنكنوت سيبيعها غدا بالدولار.. فالشعب لا يريد هواة مدارس الأمريكان ولكن يريد تربية الكتاب وابن المدرسة المصرية الذي عبأ صدره بدخان مصانعها لا بدخان السيجار.
مصر يا سادة تريد الخبز حق لا هدية ولا محاباة.. تريد الحرية غير مصفدة وملفوفة في لفة هدايا.. تريد صوتا من الشارع لا من الفنادق.. مصر يا سادة تريد أن تتنفس طبيعيا لا على أجهزة التنفس الصناعي وتدعي الحياة.
في عرف من يفتح سائق فاشل مدرسة لتعليم القيادة.. أما كفاكم حوادث؟ أو كلما خرجت مصر من غرفة الإنعاش أعدناها بحادثة جديدة.. هذه الروشتة أثارها الجانبية أكبر من نفعها.. ألا يوجد غيرها لديكم في كشف الأدوية..! أيشفى عليل بحقنه بالداء أم هو تمادي في قتل الحس وفرض البلادة.. للبلاد أصحابها فلما المماطلة في رد الحقوق إليهم؟.
لماذا نكابر في تكرار وضع “العربة أمام الحمار” ونعرض على المواطن صنوف رباطات العنق الفاخرة وهو بلا بنطال!.. إلى متى نثمل الجائع لينسى قرقرة بطنه!.
أتعجبكم قهقة الثمالى.. أتنسيكم دموع الثكالى!..أينشيكم تكرار خداع الموتى بالشفاء..!..ألا يصيبكم الملل من تكرار بيع الفنكوش لشعب لم يعد في جيبه غير بصيص أمل للحياة..!.
مسختم فتات الحكاية فلا جدوى فكل ما قيل يعاد.. فإن لم نكن نستطيع أن ننتج حواديت جديدة فلنبحث عن جيل جديد من الرواة..