بقلم أحمد زيدان
مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي لمجلس النواب، يقف المواطن أمام مسؤولية تاريخية لا تقل أهمية عن أي تحدٍ يواجه الوطن. فالاختيار في هذه المرحلة ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو أمانة تُحمّلها إرادة الشعب في صناديق الاقتراع، وهي التي ترسم ملامح مستقبل البلاد.
لا يخفى على أحد حجم الأزمات التي نعاني منها، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية. وهذه الأزمات لا يمكن تجاوزها إلا بوجود مجلس نيابي فاعل، يضم أعضاءً يتمتعون بالكفاءة والنزاهة، وأهم من ذلك أن تكون أولوياتهم مصلحة المواطن. إن مجلس النواب ليس مكاناً لإرضاء الحكومة أو خدمة مصالح ضيقة، بل هو منصة تُعبر عن تطلعات الناس وتتبنى قضاياهم.
نريد مشرّعين لصالح المواطن
إن الحاجة اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لوجود مشرّعين ينحازون لهموم الناس، يتفهمون معاناتهم، ويسعون بكل صدق لإيجاد حلول حقيقية لمشاكلهم. لا مكان في هذا المجلس لمن يرى في الكرسي فرصةً لتحقيق مصالح شخصية أو لخدمة أجندات خارجية. نريد نواباً يحملون ضمائر حية ويضعون مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
خطورة بيع الأصوات
وفي هذا السياق، لا بد أن نشير إلى الظاهرة الخطيرة المتمثلة في بيع الأصوات الانتخابية. إن من يبيع صوته إنما يبيع مستقبله ومستقبل أبنائه. ومن يفرّط في حقه في الاختيار الحر، لا يحق له أن يتساءل لاحقاً عن حقوقه الضائعة أو يشتكي من سوء الأحوال. الصوت الانتخابي ليس سلعة، بل هو قوة تغيير يجب أن تُستخدم بحكمة وشجاعة.
المسؤولية مشتركة
الكرة الآن في ملعب الشعب. على كل مواطن أن يتحلى بالوعي والمسؤولية، وأن يشارك في العملية الانتخابية بجدية، وأن يختار من يراه أهلاً لتمثيله بصدق وإخلاص. كذلك، على مؤسسات المجتمع المدني والإعلام أن تلعب دورها في توعية الناخبين بأهمية الاختيار السليم، وأن تكشف أي محاولات للتلاعب بإرادة الناس.
ختاماً، إن الانتخابات فرصة حقيقية للتغيير. فلا تدعها تمرّ دون أن تكون جزءاً من هذا التغيير. تذكر دائماً أن صوتك أمانة، واختيارك اليوم سيحدد مصير الغد.