الأكثر قراءةالرأييسلايدريشريط

رؤساء يتركون بلادهم ورؤساء يبقون حتى آخر رمق

بقلم أحمد زيدان

في تاريخ الشعوب والأمم، تلعب القيادة دورًا محوريًا في تحديد مسار الأوطان، خاصة في أوقات الأزمات والمحن. قد نجد رؤساء يختارون الهروب من أوطانهم عند أول أزمة حقيقية تهدد عروشهم، بينما يبقى آخرون صامدين في وجه العواصف، رافضين التخلي عن مسؤولياتهم حتى اللحظة الأخيرة، مقدمين مثالاً في التضحية والوطنية.

الهروب في مواجهة الأزمات.

شهد التاريخ الحديث حالات عديدة لرؤساء هربوا من بلدانهم عندما اشتدت الأزمات أو انتفضت شعوبهم ضدهم. غالبًا ما يكون الدافع وراء هذا الهروب الحفاظ على حياتهم أو ثرواتهم، مع ترك شعوبهم في مواجهة الفوضى والانقسام.من أبرز الأمثلة، رؤساء أدت سياساتهم إلى ثورات أو حروب أهلية، وعندما اقترب الخطر منهم شخصيًا، فضلوا اللجوء إلى دول أخرى، تاركين بلادهم تغرق في الفوضى السياسية والاقتصادية. هذا الهروب لا يعكس فقط خوفًا، بل قد يظهر افتقارًا للإحساس بالمسؤولية الوطنية.

الصمود حتى النهاية

على الجانب الآخر، نجد قادة اختاروا البقاء في أوطانهم، حتى وإن كان ذلك يعني التضحية بحياتهم. هؤلاء القادة يضعون مصلحة الوطن فوق مصالحهم الشخصية. يتقبلون أن دورهم الأساسي هو حماية الشعوب وضمان انتقال السلطة بشكل سلمي.

من الأمثلة البارزة في التاريخ الحديث، قادة سلموا البلاد لمجالس عسكرية أو هيئات انتقالية بهدف تنظيم انتخابات تضمن مستقبلًا مستقرًا. هذا القرار غالبًا ما يعكس شجاعة ووعيًا سياسيًا، ورغبة في تجنيب شعوبهم الفوضى والاقتتال.

الرؤية بين المسؤولية والهرب

الهروب أو الصمود في مواجهة الأزمات ليس مجرد خيار فردي، بل يعكس شخصية القائد ونواياه الحقيقية تجاه شعبه. فالقائد الصادق يعمل دائمًا على تأمين شعبه، حتى في أصعب الظروف. في حين أن القائد الذي يهرب يظهر عدم اكتراثه بما سيحدث لشعبه بعد رحيله.

أثر الاختيار على الشعوب

الشعوب لا تنسى قادتها، سواء كانوا من الهاربين أو من الصامدين. فالقائد الذي يبقى ويفي بواجباته حتى النهاية، يحظى باحترام وتقدير شعوبه على مر العصور، ويصبح رمزًا للكرامة الوطنية. أما القائد الذي يهرب، فغالبًا ما يظل وصمة عار في صفحات التاريخ.

دروس يجب أن نتعلمها

القيادة ليست منصبًا للتفاخر، بل مسؤولية جسيمة تتطلب الحكمة والشجاعة. التاريخ يعلمنا أن الشعوب تحتاج إلى قادة يؤمنون بأن مستقبل الوطن أهم من حياتهم أو مكاسبهم الشخصية. فالقائد الحقيقي هو من يبقى، لا من يهرب.

ختامًا، يبقى التاريخ شاهدًا على أفعال القادة، وتبقى الشعوب هي الحكم الأخير على من وقف معها، ومن تخلى عنها في أصعب اللحظات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى