الأكثر قراءةالرأييسلايدريشريط

المقابر تُهدم والأبراج ترتفع

بقلم إسلام الخياط

“الموتى أضعف من إنهم يشتكوا… والأحياء أقوى من إنكم تقربولهم!”هكذا يمكن اختصار المشهد في محافظتنا الغربية والتحديد في مدينه زفتي التي باتت تتفنن في قلب الأولويات، وتُبدع في انتقاء أهدافها: فتترك الأبراج المخالفة في كل مكان علي أرض المحافظه شامخة في عنان السماء، وتركّز جهودها على هدم ما تبقّى من مقابر الأموات!

أي منطق هذا الذي يجعل من المدافن حيث كانت ترقد أجساد أجيال هدفًا للإزالة، بينما الأبراج التي تعلو كل قانون، وتخترق كل رخصة، تبقى محصّنة، كأنها فوق الدولة وفوق الحساب؟

هل أصبح سكن الأموات هو الحلقة الأضعف التي يمكن التنكيل بها دون مقاومة أو صراخ؟ أم أن الأحياء بمصالحهم ونفوذهم فوق المساءلة؟

مشاهد الهدم وسط بكاء الأهالي وصرخات العجائز على مقابر تحت الانشاء لآبائهم وأجدادهم، ليست فقط مؤلمة، بل مهينة… مهينة لإنسانيتنا، لذاكرتنا، ولما تبقّى من احترام لحرمة الموت التي لا يعلم من قبل من أين كانت كل هذه الحماسة حين ارتفعت الأبراج المخالفة وسط الأحياء؟

أين القانون حين تم تقسيم أراضٍ زراعية لبناء مساكن بدون تخطيط؟وأين “هيبة الدولة” حين احتاج المواطن البسيط مترًا إضافيًا فواجه سيف القانون؟!

نحن لا ندافع عن العشوائية، ولا نرفض التطوير ومعكم في تطبيق القانون …لكننا نسأل: لماذا الموتى؟ولماذا تبدأ الدولة قوتها دومًا من عند الأضعف؟!

في النهاية، لا أحد يعترض على التحديث إذا كان بعدل… لكن العدل لا يُجزّأ، ولا يُمارس فقط على قبور صامتة، بينما تُغضّ الأبصار عن ناطحات سحابٍ قامت على المخالفة والغطرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى