الرأييسلايدريشريط

«معركة الوعي والاختيار» نواب الشعب ودورهم في مستقبل مصر

بقلم طاهر أبو زيد

يتواكب الاستحقاق الانتخابي القادم لمجلس الشعب مع ظروف عالمية بالغة الحساسية، تتطلب منا اختيار نواب تحت القبة ذوي رؤية مستقبلية واعية، تمثل درعًا شعبيًا وظهيرًا قويًا لدولتنا التي تمر بضغوط لما تشهدها طوال تاريخها المعاصر، ورغم ثقتنا الكبيرة ويقيننا المتين في قيادتنا الرشيدة، وقدرتها الواعية على إدارة الأزمات، وما شهدناه على مدار الفترة الماضية من نجاح منقطع النظير في إدارة ملفات خطيرة تهدد مستقبل الدولة المصرية، إلا أن الظهير الشعبي الذي يمثله النواب تحت القبة يظل ذا أهمية بالغة الخطورة، خاصة فيما يتعلق بمعركة الوعي لما يحاك لوطننا الغالي من أزمات خارجية وداخلية.


وهنا دعونا نستلهم ما قاله القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد لقاءاته مخاطبًا أمتنا المصرية: “إن التخوف الحقيقي يأتي دائمًا من الداخل”، وهنا علينا الانتباه لما أشار إليه السيد الرئيس الذي أكمل حديث القائد بحكمة كبيرة مخاطبًا في رسالة صريحة العالم الخارجي: “أما الخارج فنحن بفضل الله وعونه قادرون عليه”.
فداخل الأمة هو عمادها وقوامها، وطالما بقي الترابط والوعي بقيمة ومكانة مصر في قلوبنا وقيمتها المتجذرة في التاريخ، فنحن بخير. ولعل من أهم من يقومون بهذا الدور في الشارع هم نواب الشعب وممثلو الأحزاب السياسية المختلفة، التي من المفترض أن تتحمل مسؤولية الوعي المجتمعي، بالتواجد الحي والفعلي بين الناس، وخاصة فئة الشباب، تلك الفئة التي تجسد سواعد بناء أي دولة.
ومما يدعو للأسف في أحيان كثيرة؛ أنك عندما تناقش أي شاب في حوار حول واقع ومنجزات وتطورات اقتصادية تشهدها بلدنا حاليًا، تلاحظ نغمة يأس وغمض عين وتجاهل لما يشهده الواقع الحالي من إنجازات لا غبار عليها في ملفات مختلفة، وكان الشباب لا يعنيهم تلك الإنجازات التي تمثل مستقبلهم إلا من رحم ربي.
إن معركة الوعي بمقدرات الدولة وما تشهده من إنجازات تحتاج لوعي شامل في بناء كيان منوط به رسم خريطة المستقبل للدولة من خلال ما يناقشه من تشريعات وما يوافق عليه من خطط مستقبلية استثمارية للدولة، يُعول عليها في النهوض بالدولة في كافة المجالات.
وهنا تبرز أهمية الاختيار بين المرشحين، التي تتطلب دراسة شاملة لمعايير الاختيار بعيدًا عن القبلية التي تحسم الانتخابات في بعض الدوائر، وكذلك بعيدًا عن المال السياسي الذي يلعب دورًا بارزًا في دوائر أخرى، فضلًا عن دور الأحزاب السياسية في الاختيار وفرض الأسماء على أعضائها المطالبون بالكفاح من أجل نجاح مرشحهم.
وتبقى مسألة الوعي التي نتشارك جميعًا في ضرورة تحقيقها وإرساء دعائمها أهم أسس الاختيار، الذي يعد أمانة نتحمل مسؤوليتها جميعًا أمام الله ثم الوطن لصالح بلدنا التي تستحق منا جميعًا الأفضل؛ الأفضل من حيث الوعي والثقافة والقدرة على التحليل واستيعاب المسؤولية وما تتطلبه من أن يكون العضو بحق نبض الشارع في نقل همومه للمسؤولين، وليس العكس بأن يكون حكوميًا أكثر من الحكومة ذاتها.
إن النقد البناء هو لبنة بناء الشعوب، بل إنه، وعلى مر تاريخ الأمم، شعلة نهضتها، واختيار النواب مسؤولية مستقبل أمة، وأي أمة، إنها الأمة المصرية المتجذرة في التاريخ، بقيادتها للعالم منذ آلاف السنين، وما زالت وستظل محط اهتمام وتقدير العالم بمكانتها وقراراتها وقيادتها الناجحة والرائدة للمنطقة والعالم شاء من شاء وأبى من أبى.


خلاصة القول إن مسألة تحكيم الضمير في اختيار النائب القادر على تحريك الوعي وتغليب مصلحة الوطن فوق مصالحه الشخصية، والذي لا يسعى لحصانة يرتكن إليها لمآرب أخرى، أصبحت ضرورة من ضروريات المرحلة الحالية، والتي تشهد تحولات جيوسياسية وتعاظم مشكلات خارجية يشهدها الإقليم الشرق أوسطي، لن ينفع فيها أصحاب المال السياسي ولا أصحاب النزعات القبلية، إنما من يحملون الأفكار المضيئة ويحملون مشاعل الفكر والثقافة والوعي ونبض الشارع، علاوة على القدرة على الوقوف بوعي خلف القيادة السياسية ومحاربة الأفكار الهدامة الداخلية والشائعات التي يروجها خفافيش الظلام بين الحين والآخر ويدعمهم فيها عملاؤهم بالخارج، والتي قد ينجرف إليها أحيانًا بعض الشباب بلا وعي.
والى أن نلتقي،
طاهر أبو زيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى