«بين فيضانات السودان وسد النهضة» مصر تكسب رهان الرؤية المستقبلية

بقلم طاهر أبو زيد
تعيد أزمة الفيضانات الحالية التي تعاني منها دولة السودان الشقيق الأذهان إلى ما حذر منه مرارًا وتكرارًا الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل مناسبة يتطرق فيها إلى أزمة ملف سد النهضة، والذي أثبتت الأيام والتصرفات غير المسؤولة من قبل مسؤولي دولة إثيوبيا بُعد الرؤية واستشراف المستقبل بوعي كامل في إدارة أخطر الملفات التي تهدد حياة ومستقبل المصريين.
لقد عكست رؤية مصر في تعاملها مع هذا الملف الذي يتعلق بحياة ومستقبل مصر بجلاء الرؤية المصرية التي تقوم على الحفاظ على مقدرات البلاد والحفاظ على حقوقها التاريخية وفق مبادئ وأسس تقوم على احترام حقوق الجميع في العيش والاستفادة بالموارد الطبيعية دون نزاع عليها قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة، تؤثر بشكل كبير على مستقبل القارة الإفريقية بأكملها.
بالتدقيق فيما حدث نجد أن التعنت الإثيوبي المأجور والذي يعمل وفق أجندات خارجية لا تراعي مصالح الجوار، ولا الاتفاقيات الدولية، نجد أن الإدارة المصرية والسياسية كانت مدركة لكل ذلك وحسبت لذلك حساباته، فتعاملت مع الأزمة بنظرة مستقبلية جعلت الجميع في مصر يقر بمبدأ “رُبَّ ضارة نافعة”، فتصريف المياه إلى مفيض توشكى وكذلك للبحيرات الصناعية الجديدة التي كانت محل انتقاد من دعاة الشر والذين اعتبروها إهدارًا لأموال الشعب على مدار سنوات، وترويجهم وتأليبهم للشعب على خطط الدولة أصبحت المنقذ الوحيد من فيضانات عارمة تجتاح السودان حاليًا لكنها في ذات الوقت وبفضل الله ستكون سببًا في انطلاق مشروع زراعي متكامل في المناطق الجديدة التي أشارت إليها الدولة بأنها ستكون دلتا جديدة تمثل نهضة زراعية لمصر.
وفي السودان تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية خبرًا يفيد بقيام السلطات المصرية بفتح مفيض توشكى بهدف إنقاذ السودان من خطر الفيضانات الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه النيل.
وتفاعل آلاف المستخدمين مع الوسم #تحيا_مصر، مشيدين بالخطوة المصرية التي تعكس –بحسب تعليقاتهم– “موقفًا إنسانيًا وأخويًا” تجاه الشعب السوداني في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها بسبب الفيضانات الأخيرة.
إن الأزمة الحالية أثبتت جدارة الدولة في إدارة ملفاتها الحساسة وتثبت كل يوم للجميع أن مصر في أيدٍ أمينة ذات رؤية مستقبلية تنموية تراعي مصالح الشعب وتراعي مصالح الآخرين.
وإلى أن نلتقي،
طاهر أبو زيد.