الرأييسلايدريشريط

محمد بدراوي عوض «الغائب الحاضر»

بقلم إسلام الخياط

في كل دائرة انتخابية، هناك أسماء تظهر وتختفي، وأخرى تترك أثرًا لا يُمحى بمرور الزمن.
وفي السنطة وزفتى، يبقى اسم النائب محمد بدراوي عوض حاضرًا في ذاكرة الناس، ليس فقط لأنه كان نائبًا عنهم، بل لأنه ظل ممثلًا لهم لثلاث دورات برلمانية متتالية، استطاع خلالها أن يرسّخ لنفسه مكانة فريدة في وجدان أبناء دائرته، من خلال عمله وخدمته ومواقفه الثابتة.
من الآخر… انتخابات السنطة وزفتى من دون محمد بدراوي
تشبه الأكل بلا ملح، والمسرح بلا بطل.
هو الاسم الذي جمع بين الخدمة على الأرض والصوت المسموع تحت القبة، بين العمل الفعلي والكلمة الصادقة، وبين الحضور الشعبي والمصداقية السياسية.
ومن غيره، تفقد الدائرة سخونتها، وتفقد الانتخابات معناها الحقيقي.
محمد بدراوي لم يكن مجرد نائب يؤدي مهامه الرسمية، بل كان نموذجًا للسياسي القريب من الناس،
الذي يختار أن يسمع أكثر مما يتكلم، ويعمل بصمت بدلًا من استعراض الشعارات.
كان وجوده دائمًا مرتبطًا بالمواقف، سواء داخل البرلمان أو في الشارع،فحيثما وُجدت مشكلة، وُجد بدراوي حاضرًا بالحل والسند والموقف.
الناس في السنطة وزفتى لا يتحدثون عن بدراوي كمرشح عابر، بل كـرمز انتخابي له ثقل وتأثير لا يُنكر.
بنى احترامه وثقته في عيون أبناء دائرته بالعمل لا بالكلام، وبالنتائج لا بالوعود.
حتى في غيابه، لا تغيب سيرته، لأن بصمته سبقت اسمه، وإنجازه سبق صورته.
وفي زمن امتلأ بالشعارات اللامعة والكاميرات الحاضرة في كل مشهد، اختار محمد بدراوي أن يسلك طريقًا مختلفًا، طريق العمل الهادئ والإنجاز الحقيقي.
ولذلك تحوّل بمرور السنوات من مجرد نائب إلى حالة سياسية وإنسانية خاصة،
مدرسة في الأداء البرلماني عنوانها الاحترام والمصداقية، ومفهوم جديد للقيادة الشعبية التي تُبنى على القرب من الناس لا على المسافات.
وفي النهاية، يظل محمد بدراوي عوض الغائب الحاضر في كل حديث عن الانتخابات في الغربية.
اسمه يُذكر كلما اقتربت المعارك الانتخابية، وصورته تطل من ذاكرة الناس قبل أي لافتة أو شعار.
غاب عن المشهد، لكنه لم يغب عن القلوب.
اسمه لا يُمحى، ومكانه لا يُزحزح، وتاريخه يظل شاهدًا على رجلٍ ترك بصمة في الوجدان قبل أن يترك مقعدًا في البرلمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى