بقلم أحمد زيدان
نحن شعب كذب عليه الإخوان وبعض الشباب المدعومين من جهات خارجية أن الحكومة فاسدة، فخرجوا وخربوا البلد
لقد مرت الكثير من الشعوب بتجارب مريرة نتيجة التلاعب بالحقائق وتشويه الواقع، وكان الشعب الذي كُذب عليه بأن حكومته فاسدة هو أحد هذه الأمثلة المؤلمة. في هذه المقالة، سنسلط الضوء على كيفية خداع الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الشباب المدعومين من جهات خارجية، في محاولتهم لتشويه صورة الحكومة، وتأجيج الفوضى، مما أدى في نهاية المطاف إلى تدمير الوطن.
بداية القصة: التضليل وتشويه الحقائق
في فترة من الفترات، استطاعت جماعة الإخوان المسلمين وبعض النشطاء الشباب، الذين تلقوا دعماً من جهات خارجية، نشر أكاذيب وشائعات لا أساس لها من الصحة حول فساد الحكومة. ركزوا في خطابهم على تجييش الرأي العام واستغلال غضب الشباب تجاه الأوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية، بهدف تصوير النظام الحاكم على أنه مصدر كل مشاكل الشعب.
هؤلاء الأطراف استخدموا وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي كأدوات رئيسية لتضليل الرأي العام. كانت الرسائل بسيطة ولكن مؤثرة: “الحكومة فاسدة ويجب إسقاطها”. في المقابل، لم يكن هناك تحليل موضوعي أو تفنيد منطقي لتلك الادعاءات، بل كان التركيز على استثارة العواطف وتحريض الشارع.
دور الجهات الخارجية: دعم الفوضى لتحقيق أهدافهم
لم تكن هذه الحملة المغرضة داخلية بالكامل؛ فقد تلقى العديد من الشباب والجماعات دعماً مباشراً أو غير مباشر من دول وجهات خارجية تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد لتحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية خاصة بها. دعم مالي ولوجستي، تدريب على إثارة الشارع، وترويج لمفاهيم مغايرة للحقيقة هي بعض الأساليب التي استخدمتها تلك الجهات.
بدلًا من محاولة إصلاح الأمور بشكل سلمي أو المشاركة في حوار سياسي بناء، تم الدفع بهؤلاء الشباب نحو العنف والتخريب تحت شعارات براقة مثل “الثورة” و”الحرية”. ولكن، مع مرور الوقت، بدأ يتضح أن هذه الحركات لم تكن تهدف لتحسين الوضع، بل لتدمير استقرار البلاد.
نتائج الفوضى: بلد دُمر بفعل الأكاذيب
لم تثمر هذه التحركات إلا عن فوضى ودمار شامل. خرجت المظاهرات إلى الشوارع، وتحولت إلى أعمال عنف وتخريب، ما أدى إلى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. تعطلت مؤسسات الدولة، وتدهورت الأحوال الاقتصادية بشكل أكبر مما كانت عليه، وفقدت البلاد الاستقرار الذي كان يميزها.
والأسوأ من ذلك، أن تلك الجماعات التي كانت تدعي أنها تحمل مشعل التغيير، سرعان ما انكشفت أجنداتها الخفية. كانت تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة فقط، دون اكتراث بمصلحة الشعب أو الوطن. ومع مرور الوقت، أدرك الشعب أن من دفعهم إلى هذه الفوضى لم يكن يسعى إلى تحسين أوضاعهم، بل إلى تحقيق أهداف ضيقة تخص تلك الجماعات والجهات الخارجية التي دعمتها.
الحقيقة التي اتضحت: من الخاسر الحقيقي؟
اليوم، وبعد أن انكشفت هذه الأكاذيب، أصبح من الواضح أن الشعب هو الخاسر الأكبر. تضررت البلاد بشكل كبير، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني. الأجيال الشابة التي كانت تحلم بمستقبل أفضل، وجدت نفسها تعيش في واقع مليء بالفوضى وعدم الاستقرار.
لقد تعلمنا درسًا قاسيًا: ليس كل من يدعي أنه يدافع عن الشعب أو يرفع شعار “الإصلاح” هو بالضرورة يسعى إلى خير البلاد. من الضروري أن يتحلى الشعب بالوعي الكافي لتمييز الحقيقة من الأكاذيب، وأن يختار بعناية من يمكن أن يمثله أو يعبر عن مطالبه.
خاتمة: الطريق إلى المستقبل
لا شك أن الشعب تعرّض لخداع كبير من قبل جماعات تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب استقرار الوطن. ولكن من المهم اليوم أن نتعلم من هذه التجربة، وأن نبدأ في إعادة بناء ما تم تخريبه، مع الاعتماد على الوعي والشفافية.
المستقبل لا يمكن أن يُبنى على الأكاذيب، بل على الحقائق والعمل الجاد من أجل تحقيق المصلحة العامة. يجب أن يكون الحوار هو السبيل الأساسي لحل المشكلات، وأن يتوقف الجميع عن استغلال غضب الناس لأهداف سياسية ضيقة.
ختامًا، على الشعب أن يدرك أن الحفاظ على استقرار البلد هو مسؤولية الجميع، وأن التعلم من الماضي هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل.