الرأييسلايدريشريط

“ماذا حدث يا مصريين؟”

بقلم احمد زيدان

على وسائل الإعلام وفي الفضاء الإلكتروني، أصبحنا لا نرى سوى محتوى هابط وتفاهات، وكأن لا شيء مهم يستحق النقاش. نجد أنفسنا وسط سيل من التعليقات والمناقشات حول قضايا تافهة، وكأن وطننا العظيم قد أصبح مجرد نادٍ للأهلي والزمالك! أرى الناس على الصفحات يتحدثون بعصبية مفرطة عن كرة القدم، وكأنهم يتحدثون عن حالة وفاة في عائلاتهم، وينسون أنهم على نفس الصفحة كانوا بالأمس أصدقاء، يتبادلون التعليقات والقلوب.

ما الذي حدث لنا؟ كيف تحولت الرياضة والفن إلى ساحات للصراع بدلاً من كونها أدوات للتواصل والترفيه الراقي؟ والأغرب من ذلك، كيف أصبحنا نعلق على شخصيات هامة في وطنهم بشكل يفتقر إلى الاحترام، لمجرد ربط الفوز أو الخسارة بهم؟ كيف أصبحنا نرى الرياضيين والفنانين الذين أثروا في مجتمعاتهم، بل وفي دولهم، مجرد أهداف للهجوم بسبب نتائج المباريات؟

أفيقوا يا أبناء الحضارة التي امتدت آلاف السنين! يا من أسسوا الطب والفن والرياضة، كيف تراجعت اهتماماتكم إلى هذا المستوى؟ كيف بنيت الأهرامات بتلك الحسابات الهندسية الدقيقة إن لم يكن لدينا أمة متعلمة وواعية؟ كيف كنا روادًا في تعليم العالم، وأصبحنا الآن مأسورين للتفاهات؟

إن المسئولية تقع علينا جميعًا في إعادة ترتيب أولوياتنا. علينا أن نبحث عن التواصل بما يغذي عقولنا وأخلاقنا، وليس بالتفاهات التي لا تضيف شيئًا ذا قيمة. الفكاهة والترفيه لها مكانها بالطبع، لكن يجب أن تكون في إطار الاحترام والتوازن. يجب ألا نسمح لبعض الشخصيات التي تفتقر إلى الموهبة أو الذوق أو العلم أن تكون نجومًا في حياتنا، بينما نترك العلماء والمفكرين والأدباء يذهبون إلى دول أخرى التي تعرف قيمتهم وتقدر إنجازاتهم.

اتقوا الله في أنفسكم وفي وطنكم. ابحثوا عن ما يفيدكم ويفيد أجيالكم، وادعموا العلم والثقافة. حفظ الله مصر ورفع رايتها دائمًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى