بقلم احمد زيدان
على قمة أحد الأهرامات المصرية، حيث تتلاقى الأرض مع السماء، يعيش كلب وحيد في مكان يبدو بعيداً عن متناول البشر والحياة الحضرية. يثير هذا المشهد الغريب الكثير من التساؤلات حول كيفية بقائه على قيد الحياة وسط هذا العالم الصخري الشاهق، بعيداً عن المأوى المعتاد أو مصادر الطعام والماء التقليدية
كيف وصل إلى هناك؟
لا أحد يعلم تمامًا كيف انتهى المطاف بهذا الكلب على سفح الهرم. هل جاء بمحض إرادته أم رماه القدر في هذا المكان الغامض؟ البعض يتخيل أنه ربما كان يتبع قافلة سياحية أو عمال بناء، بينما يعتقد آخرون أنه ربما كان كلبًا متجولًا، يبحث عن مأوى في هذا المكان النائي والهادئ.
من يطعمه؟
رغم العزلة التي يعيشها الكلب، يبدو أن هناك من يهتم به. الزوار الذين يصعدون إلى قمة الهرم، أو حتى العمال والمشرفون على المواقع الأثرية، ربما يمدونه بالطعام بين الحين والآخر. يمكن أن يكون بعض الأشخاص المخلصين قد لاحظوا وجوده وقرروا إحضار الطعام والماء له خلال زياراتهم. هذا النوع من التفاعل الإنساني، وإن كان بسيطًا، يكشف عن روح الرحمة والعناية التي يمتلكها البشر تجاه الحيوانات حتى في أكثر الأماكن غير المتوقعة.
مصدر الماء
يبقى سؤال الماء هو الأصعب، إذ أن الماء في مثل هذه المناطق قد يكون نادرًا، ولا يوجد على قمة الهرم أي مصدر طبيعي للماء. ربما يعتمد الكلب على مياه المطر النادرة التي تتجمع في الشقوق الصخرية، أو قد تكون بعض الحاويات التي يجلبها السياح والمشرفون على المواقع الأثرية هي المصدر الرئيسي لبقائه على قيد الحياة.
عزلة واكتفاء
على الرغم من أنه يعيش في عزلة تامة، إلا أن هذا الكلب يبدو أنه قد وجد نوعًا من السلام في قمة الهرم، بعيدًا عن صخب العالم والبشر. إنه مشهد يثير الدهشة والإعجاب، يعكس قدرة الكائنات الحية على التأقلم حتى في أصعب الظروف. سبحان الله الذي خلق هذا الكلب ووهبه القدرة على البقاء في مكان يبدو فيه كل شيء ضده.
النهاية
تظل قصة هذا الكلب غامضة ومثيرة للتساؤلات، لكنها تعكس أيضًا معنى الصمود والبقاء في أصعب الظروف. قد يكون في هذه القصة درسًا لنا جميعًا في كيفية التكيف مع الحياة، مهما كانت الظروف غير مواتية.