الرأييسلايدريشريط

فوضي

بقلم أحمد زيدان

في عصر التكنولوجيا الحديثة والسوشيال ميديا، أصبح من الواضح أن ما يُعرف بـ”الترند” ليس بالضرورة انعكاسًا للقيم أو الثقافات الراقية، بل يبدو أحيانًا أنه يتوجه نحو العشوائية، الجهل، وحتى العنف. وأصبحنا نرى كيف أن شخصيات تعتمد على إثارة الجدل، استعراض السلوكيات الغريبة أو غير المقبولة، هي التي تتصدر الساحة وتجذب ملايين المتابعين.

البحث عن الشهرة بأي ثمنب

عض الأشخاص يسعون للحصول على الشهرة بأي ثمن، بغض النظر عن تأثير ذلك على المجتمع. وللأسف، هؤلاء أصبحوا قدوة للأجيال الشابة التي ترى في “الترند” سبيلًا لتحقيق النجاح السريع. يلاحظ أنه بدلًا من التركيز على تطوير المهارات والبحث عن الإبداع أو العلم، يتجه الكثيرون نحو سلوكيات سطحية وغير مفيدة.

ما دور الجمهور في انتشار هذه الظاهرة؟

قد يبدو للوهلة الأولى أن اللوم يقع فقط على صانعي هذه المحتويات، ولكن الجمهور له دور كبير في تأجيج هذه الظاهرة. فالتفاعل الكبير مع هذه “العاهات” يزيد من شهرتها وانتشارها. لكن السؤال هنا، لماذا يهتم الناس بما لا يُفيد، بل يُضر؟ قد يكون هناك نقص في الوعي أو ربما الرغبة في الترفيه دون أي تفكير عميق في الآثار السلبية لهذا النوع من المحتوى.

غياب القدوة

أين القدوة في هذا المشهد؟ أين أصحاب الفكر، العلم، والقيم الراقية؟ للأسف، الشخصيات المثقفة وأصحاب التجارب الحياتية الملهمة باتوا يختفون في ظل هذا التيار السطحي، أو على الأقل لا ينالون نفس الاهتمام. من المؤسف أن نرى الأطفال والشباب اليوم يتخذون من شخصيات غير مسؤولة قدوة لهم، مما يؤدي إلى تشويه قيمهم وتطلعاتهم المستقبلية.

كيف يمكننا إيقاف هذا التيار السلبي؟

الحل يبدأ بتغيير التفكير المجتمعي ورفع مستوى الوعي. ينبغي تشجيع المحتوى الإيجابي والمفيد، وإعطاء الشخصيات الملهمة منصات تظهر فيها. كذلك، تقع المسؤولية على عاتق الآباء والمربين، الذين يجب أن يُوجهوا الأطفال نحو نماذج أفضل تُعزز القيم وتساعد على تحقيق طموحات إيجابية.

ختامًا، علينا أن ندرك أن السوشيال ميديا أداة قوية قادرة على تغيير ثقافة المجتمعات، لكن التحكم فيها يحتاج إلى وعي وتوجيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى