الخائن يبقى خائنًا «طبيعة لا علاج لها»
بقلم أحمد زيدان
الخيانة، تلك الطعنة الغادرة التي تأتي من أقرب الناس، ليست مجرد فعل عابر بل هي انعكاس لشخصية معيبة وضمير غائب. الخيانة ليست فقط غدرًا بثقة الآخرين، بل هي خيانة للقيم والمبادئ التي تجمع البشر. الخائن بطبيعته يتقن النفاق، فهو يتظاهر بالإخلاص والوفاء بينما يُخفي وراء ذلك قلبًا مليئًا بالكذب والخداع.
عندما تتعامل مع خائن، لن تحتاج إلى دليل قوي لتكتشف حقيقته، فالكذب دائمًا يُفضح في عينيه. نظراته تحمل في طياتها ارتباكًا وخداعًا، وكأن عينيه تصرخان بالحقيقة التي يحاول جاهدًا إخفاءها. وقد يظن البعض أن الزمن قد يُغير من طبيعة الخائن، ولكن الحقيقة المرة أن الخيانة جزء من شخصيته، ومن الصعب أن تُغير ما بُني على الغش والزيف.
الخائن قد يبدو في البداية وكأنه شخص جدير بالثقة، يُتقن الحديث، ويتفنن في تقديم نفسه على أنه صديق وفي. ولكنه سرعان ما يكشف عن وجهه الحقيقي في اللحظة التي تُتاح له فيها فرصة للغدر. هذه الطبيعة لا تتغير، فكما قيل قديمًا: “من خان مرة خان ألف مرة”.
الخيانة تُدمر العلاقات، تُفقد الثقة، وتترك جرحًا عميقًا في القلوب. وعلاج الخيانة ليس في التسامح الأعمى أو محاولة تغيير الخائن، بل في الابتعاد عنه والحفاظ على النفس من سمومه. فإن التعامل مع خائن يشبه السير في حقل مليء بالألغام، قد يبدو آمنًا في البداية، ولكنك لن تعرف متى ستنفجر الحقيقة المدمرة.
في النهاية، الخيانة ليست مجرد فعل مشين، بل هي صفة متأصلة في شخص الخائن. وإن كان هناك درس نتعلمه من ذلك، فهو أن الحذر والوعي هما السلاح الأقوى لحماية أنفسنا من غدرهم. وكما قيل: “الذئب يبقى ذئبًا حتى لو ارتدى ثوب الحمل”.