بقلم أحمد زيدان
منذ عقود، أصبحت إيران طرفاً رئيسياً في إثارة الاضطرابات وتعزيز الفوضى في المنطقة، عبر استراتيجيات متعمدة تهدف إلى زعزعة استقرار الدول المحيطة بها. تسعى إيران لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية والإيديولوجية من خلال دعم جماعات مسلحة وتمويل حركات تمرد وتغذية النزاعات الطائفية، ما يجعلها لاعباً خطيراً في الإقليم.
أهداف إيران في المنطقة
تستند سياسات إيران الخارجية إلى أهداف توسعية قائمة على ما تسميه “تصدير الثورة”، وهو مصطلح يُترجم عملياً إلى تدخل في شؤون الدول الأخرى. عبر استغلال الانقسامات الطائفية والسياسية، تسعى إيران لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي، مستخدمةً الجماعات المسلحة كأدوات لتحقيق هذه الأهداف.
دعم الجماعات المسلحة
إيران تدعم بشكل مباشر جماعات مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وفصائل مختلفة في العراق وسوريا. تقدم هذه الجماعات دعماً عسكرياً ومادياً يخدم أجندتها الإقليمية، مما يؤدي إلى تفاقم الصراعات وإضعاف الدولة الوطنية لصالح الميليشيات التي تدين بالولاء لإيران.
التعاون مع الكيان الصهيوني وأمريكا
على الرغم من الخطاب السياسي الذي يظهر عداءً واضحاً تجاه الكيان الصهيوني وأمريكا، فإن الواقع يكشف أحياناً عن مصالح مشتركة غير مباشرة. التدخل الإيراني في المنطقة يساهم في خلق فراغ سياسي وأمني تستفيد منه القوى الكبرى والكيان الصهيوني لتعزيز وجودها ومصالحها.
على سبيل المثال، تسبب تدخل إيران في سوريا والعراق في تدمير البنية التحتية لهذه الدول، مما جعلها أرضاً خصبة للتدخل الأمريكي والإسرائيلي، بذريعة مكافحة الإرهاب أو دعم الاستقرار.
التأثير السلبي على الشعوب
سياسات إيران لم تؤدِ إلا إلى مزيد من الفقر والدمار والنزوح في البلدان المتضررة. فالأسلحة التي تُرسل إلى الجماعات المسلحة تُستخدم لتدمير المنازل والبنى التحتية، ما يدفع الملايين من الناس إلى الهجرة القسرية والعيش في ظروف قاسية.
الحاجة إلى مواجهة دولية
للحد من تأثير إيران السلبي، تحتاج الدول إلى تحالف دولي لمواجهة تدخلاتها الإقليمية.ويشمل ذلك فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة، ومكافحة تمويل الجماعات المسلحة، والعمل على إعادة بناء الدول المتضررة ودعم استقرارها.
خاتمة
إيران، بما تتبناه من سياسات توسعية ودعم للجماعات المسلحة، أصبحت رمزاً للفوضى وزعزعة الاستقرار. ومع استمرار تدخلها في شؤون الدول الأخرى، تتفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية، مما يفرض على المجتمع الدولي ضرورة التحرك لكبح جماح هذا الدور المدمر، وضمان مستقبل أفضل لدول المنطقة وشعوبها.